يعتقد البعض من الناس أنه مأجور على قبوله بالذل ورضوخه للظلم واستسلامه للعنف, وهو لا يعلم أنه غير مأمور بهذا, بل منهي عنه ومأزور على فعله..
تأتينا كل أسبوع لتحكي لنا روايات من الشقاء وقصصاً من الظلم والقهر والتعذيب والإذلال الذي تتعرض له من قبل زوجها وأبنائه من زوجته المتوفاة, ضرباً وشتماً وسباً وإهانة, حتى وصل الأمر أن يلفقوا لها تهمة ليدنسوا بها عرضها.. هي تحكي والمستمعون يستنكرون صمتها وصبرها وقبولها بذلك, وترد عليهم قائلة:" أيش أفعل, أين أسير حتى أخي تبرأ مني عندما قبلت بالزواج من هذا الشخص".. فترد عليها أخرى:" سيري الجن والله ما أجلس عندهم ساعة, والله لو آكل تراب"..
لكنها تعود لتمارس حياتها وتذوق أصنافاً جديدة من العذاب النفسي والجسدي, كل يوم, المهم في الأمر أن هذه المرأة المسكينة, ومثلها كثير, تظن أنها مأجورة على صبرها وقبولها بهذا الوضع المزري, وغيرها كثير, فمن واحدة تشكو ظلم زوجة أخيها وأخرى تبكي إجرام خالتها زوجة أبيها, والمعذبات والمقهورات والمظلومات من الأزواج كثير يستسلمن للأمر ويرضخن للظلم والله عز وجل لا يرضى لعباده أن يستسلموا أمام ظلم الظالمين، والذين يرضون بالذل والاستضعاف بغير عذر هم من الظالمين لأنفسهم, يقول تعالى: (إِنّ الّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِيَ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً) سورة: النساء - الآية:97.
وكلما سمعت مثل هذه القصص سألت نفسي: إلى أي جنس ينتمي هؤلاء الذين يمارسون الإجرام ويمتهنون الظلم ويطربون للأنين ويستمتعون برؤية الدموع في عيون المظلومين؟, كيف يهنئون بالعيش؟, كيف يضعون رؤوسهم على الوسائد؟, كيف ينظرون لأنفسهم؟, كيف, وكيف, وكيف.. (حسبنا الله ونعم الوكيل).
أحلام القبيلي
لا تستسلم للظلم 1945