عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْبَغْضَاءُ وَالْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ وَهِيَ الْحَالِقَةُ، لَيْسَ حَالِقَةَ الشَّعْرِ لَكِنْ حَالِقَةَ الدِّينِ".. وقد أصابتنا الحالقة في مقتل فحلقت ديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا وجعلت منا قطيعاً من الوحوش يأكل بعضها بعضاً, وقطعت أواصرنا, بل وقطعت حبل الوصل بيننا وبين ربنا عز وجل القائل لملائكته:" دعا هذين حتى يصطلحا", فلا يرفع للمتخاصمين أي عمل..
هذا ونحن أبناء وطن واحد ودين واحد، وإن كنا غير ذلك فقد تعايش الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه مع اليهود والنصارى, ونحن في هذه الحالة المزرية بحاجة إلى عمال نظافة من نوع آخر, لينظفوا القلوب ويطهروا النفوس مما أصابها من الغل والحسد والبغضاء والشحناء..
وليت علماءنا الأجلاء يتفرغون لهذا العمل الذي لا يساويه ولا يوازيه عند الله تعالى عمل آخر, فاحب الأعمال إلى الله عز وجل إصلاح ذات البين, بل ليتهم يتوبون أولاً من ذنب إفساد ذات البين الذي ارتكبوه في حقنا عندما خاضوا في السياسة ومستنقعاتها وأصبحوا بعون الشيطان محرضي ومسعري حروب ومشعلي فتن, سبابين, شتامين, لعانين, منقسمين, متحزبين, متعصبين..
بحجر الله توبوا وعودا, بحجر الله ما لكم دخل من الكرسي واجمعوا الناس حول الطاولة, فلن تقوم للإسلام قائمة مادامت الشعوب منقسمة, متخاصمة, ولعنة الله على الكراسي التي جلبت لنا الشقاء والمآسي.
أحلام القبيلي
الحالقة... 2030