تأمل جيداً في هذه الأرقام "1434".. تأمل وامعن النظر جيداً "1434".. بماذا تذكرك هذه الأرقام؟, ما الذي يربطك بها؟, ما الذي بينك وبينها من أسرار؟, وماذا سيروي عنك هذا الرقم من أخبار؟.
إنه تاريخ عام مضى من عمرك, ودعك على وعد منه أن يلقاك بين يدي رب الأرض والسماء ليكون شاهداً إما لك وإما عليك, "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"..
عام مليء بالأحداث, ماذا عملت فيه وماذا قدمت وماذا أنجزت؟, أتراك ستسعد بلقائه أم ستحزن؟, وعندها تقول متحسراً:" رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت", وتعض أصابع الندم قائلاً:" يا ليتني قدمت لحياتي".
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" هكذا علمنا عمر رضي الله عنه وأرضاه.. إنها دعوة للمحاسبة, كم من العبادات ضيعت, وكم من حقوق الآخرين أكلت, وكم من الأوقات أهدرت.
أيها السياسي حاسب نفسك كم نفساً تسببت بإزهاقها, أيها الإعلامي حاسب نفسك كم كذبة بلغت الآفاق نشرتها, أيها التاجر حاسب نفسك كم سلعة فاسدة بعتها, أيها الطبيب حاسب نفسك كم من الأرواح تاجرت بها, أيها المسؤول حاسب نفسك كم من الواجبات أهملتها, أيها العالم حاسب نفسك كن فتنة أشعلتها وكم زلة وقعت فيها, أيها الحاكم حاسب نفسك كم من الأمانات ضيعتها.
تأمل جيداً "1434", وحاول أن تتذكر وحاسب نفسك, وابدأ عامك الجديد بنية صالحة أن تكون وعزيمة صادقة أن لا تكرر نفس الأخطاء, وأنك ستصلح ما أفسدت, وتكفر عما ارتكبت, وأنك ستكون بعون الله أفضل.
أحلام القبيلي
جرد......! 2325