لقد بات واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الثورة الشبابية السلمية تتعرض لأخطر مؤامرة في مسيرتها تستهدف حياة شعب ومسيرة وطن وتؤكد نوايا الشر وقد استطاعت بمهارة غير معلنة أن تجعل من الخديعة منطلقا لتنفيذ مآربها وخلق تحالفات أخرى ليست من الثورة في شيء بل وتعادي بقوة تطلعات كل الأحرار الذين كانوا ينظرون إلى الغد بعين المتفائل حتى إذا ما حصحص الحق وجدوا الخديعة عنواناً بارزاً ساقها إليهم من توسّموا فيه الخلاص وانتخبوه على عجَل ومكّنوه من أن يقود بلد لم يُعِره أي انتباه وكأن تلك الأصوات الملايينية التي منحوه إياها قد جاءت بالوبال على بلد يتطلع أبناؤه إلى ابسط حقوق المواطنة المتساوية والعدالة والحرية ليقعوا في فراغ كبير اسمه مستقبلٌ تمكّن من صناعته ثُلّة وصلت إلى الكرسي لتنال من الشعب وتضحّي به مقابل تطلعات ذاتية بحتة وبحث عن مخرجات أخرى غير الحوار الوطني تجعل تشظي الوطن هو الأبرز ولكن وفق وشاورهم في (الخيانة ).من اجل ذلك تنامى الإرهاب وازداد عتواً ونفورا وازدادت( سماخة )الجماعات المسلحة التي تفتك بالجيش وتتمدد في حين تصدر الأوامر له بضبط النفس وتلقي لعلعة الرصاص بصدور مفتوحة وبما يحقق نفوذ مطامع ومطامح الظلاميين. وهنا قط لابد للجماهير اليمنية وقوى الثورة تحديداً أن تدرك أن الخديعة حقيقة لا لبس فيها وأن اعتمالات اليوم تنبني على تحالفات خفية تؤسس لغايات بشعة قد لا تعني من يمارس الخديعة؛ لأنه يعرف إلى أين يسير! وكيف يصنع الظلام !ويسند قوى البغي !ويوصل الوطن اليمني إلى دمار ومآسي لا حصر لها بما يعني أن ما تلافته الثورة السلمية عبر المبادرة الخليجية هو اليوم يتحقق بنسف كل المبادرة وبصياغة خديعة أكثر نُضجاً وبناء تحالف يهزم وطن بأسره ولكن ليس قبل تمكين قوى الشر من أن تُنجز الكثير من المؤامرة وهو الذي يجري فعلاً .وإذا بعد كل هذه الخديعة السافرة والتي تريد قلب موازين الثورة ووأدها والتآمر الماحق على القوى الإسلامية نقول :ليس بعد هذا إلا أن تدرك القوى الإسلامية حجم المؤامرة وأن تعمل وبقوة وإرادة وعزيمة على إفشال المخطط الجهنمي بتوحيد صفوفها ورفض أي مراوغة أو مراوحة تسلب الوطن قوته وتعمل على غايات غير شريفة .ولعلنا هنا نسأل: هل أدرك الإسلاميون حجم المؤامرة وقد وصل الوطن أوكاد أن يصل إلى مفترق طرق وهزيمة؟ وهل شباب الثورة السلمية قادرون على استعادة زمام المبادرة ورفض كل هذا الغث وإعادة روح الشباب إلى الثورة بعد أن وجدت نفسها تتعرض للخديعة بتكاتف قوى الشر؟ سؤلان مهمان لابد من الإجابة عنهما ليفقه الوطن معنى رفض كل تآمري مقيت وإبراز القوة الحقيقية المتواجدة في همّة الشباب وروحهم المعنوية التي ظن المتسلطون القامعون الدكتاتوريون أنهم قادرون على التبوء مقاعد للحكم يفعلون كيف يريدون خارج الهدف الذي رسمته الثورة ومن أجله جيء بهم ولكنهم لا يفقهون قولاً وهو ما لابد من استنهاض كل الهمم لتغيير يؤكد رسوخ الثورة الشبابية السلمية وأنها الأقدار على تجاوز أي لعبة يمارسها متنفذون مع قوى ظلامية وأعوان النظام السابق .هكذا نجد اليوم أهمية أن تستوعب الجماهير اليمنية ما يجري في دهاليز السلطوي غير الملتزم بمخرجات الحوار الوطني ويعبث بأوراقها كما يلعب ويقامر بالمبادرة الخليجية .ولا بد من القول: إن الشباب هم عنوان وطن وطاقته التي لا تنفد وهم من يصوغون المستقبل ويدحرون من تسوّل له نفسه إفساح المجال للعنف بالظهور ودعمه وخرق كل قواعد الاتفاق بل ونسفها ظنا من أولئك المحنطون إنهم اليوم في مستوى القدرة على خلط الأوراق وقلب الحقيقة ونسف ما هو متفق عليه, ومن أجله كانت الأصوات الناخبة له بالملايين .وفي كل الأحوال ها نحن نناديكم أيها الأحرار الثوار ونشد على أياديكم ونقول لكم الثورة مستَلَبة وهناك لصوص يريدون خطفها إلى مواقع الإذلال والتشرذم والانقسام والى حيث يرغبون من طموحات ذاتية ماحقة, وهم بغبائهم لا يتعظون من ثورة وحرية وقدرة على اجتراح المعجزات ولعلهم قد نسوا ما كانوا فيه وهم اليوم يستفردون بكل شيء يقعون عليه ويلحقون ضرراً فادحاً بمسيرة وطن .فماذا أنتم فاعلون؟
المحرر السياسي
ماذا أنتم فاعلون؟..وشاورهم في (الخيانة ) 2539