مشكلتي تكمن في "كثيراً" ومعاناتي في الحياة سببها "كثيراً" ولا أستطيع إلا "كثيراً" أحب كثيراً لدرجة أني أحب لحبهم سود الكلاب, وأثق كثيراً بمن يستحق الثقة ومن لا يستحقها و دائماً "أُعلّمه الرماية كل يوم فلما اشتدّ ساعده رماني" و أعطي كثيراً حتى الصاحب أفديه و أقلع حقّي "النيني", يعيش في النور و أحيا دنيتي طافي و أمنح كثيراً, حتى روحي لو كانت ملكي ما تأخرت عن تقديمها وأحلم كثيراً ثم أستيقظ وقد انكسرت رقبتي ولم تكن أحلامي سوى كوابيس, وأصدق كثيراً حتى إذا قيل لي أفديك بالروح والدم وأنت أعز من نفسي وأولادي ثم أتفاجأ في الملمات أنه لا يمكن أن يفديني بعنزة, أحن كثيراً ولا يذكرون وأشتاق كثيراً ولا يشتاقون وأُضحّي كثيراً ولا يقدّرون , أُخلِص كثيراً وبحبّي يشركون وأتفانى من أجل من أحب كثيراً و أُحسِن الظن بالناس كثيراً ولهذا أقع في نفس الحفرة مرتين وأندفع كثيراً ولا أستطيع الرجوع للوراء؛ ولهذا تكثر الصدمات في حياتي, ومتسرعة كثيراً, فكل شخص يضحك لي اعتبره من أعز أصدقائي؛ ولهذا أنا أتألم كثيراً كثيراً كثيراً وتنتقدني والدتي ــ حفظها الله تعالى ــ دائماً بقولها: "مش امن و إلا يا بنتي مش إن حبيتي حبحبتي وإن شنئتي عجبتي" لا أحب إلا أن أكون أو لا أكون, لا أجيد الجلوس في الوسط, لا أحب أنصاف الحلول, لا يعجبني مطلقاً اللون الرمادي, لا ارغب في الأشياء المشتركة ولا أحب الأغراض المستعملة وعلاج هذا الألم الكثير قول علي كرم الله وجهه" أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" فالوسطية هي علاج المصابين بالتطرف وخير الأمور أوسطها.
أحلام القبيلي
كثيراً ,, كثيراً,, كثيراً 1891