"سقف الحوار مفتوح وبلا حدود".. هكذا قال فخامة الرئيس/ عبد ربه منصور, حين التقى أعضاء الحوار الوطني وكانت كلمة تاريخية نحن في "أخبار اليوم" أخذناها بجدية تامة وتفاءلنا خيراً وقلنا: هذا يوم ازدهار الديمقراطية, فيه يعز الله البلاد بعد عناء ودكتاتورية وغطرسة.. وكان فخامة الرئيس- بهذا التدشين الرائع- يحقق أهم هدف في الثورة الشبابية السلمية وهو الحرية من أجل قول كلمة صدق ومن أجل البناء والعمل ورفض القهر والتسلط والاستبداد واحتكار الحقيقة وجعل الرئيس القائد الرمز المفدى نصف إله وفرعون كبير.
هكذا أخذنا كلمة صاحب الفخامة أنها فتح زمن جديد وانطلاق معاني فرح وخروج عن التملق والنفاق والبحث عن التمجيد للذات التي ألفت أن تبقى هي العقل المدبر المفكر والآخر مستلب الإرادة, يسمع ويطيع وليس له من الأمر شيء.. بهذا المعنى كان النظام السابق- الذي ظننا بقوة- أن فخامة الرئيس القائد/ عبد ربه منصور يواري الدكتاتورية بما هو خلاق وإنساني عظيم.. من اجل ذلك نحن في "أخبار اليوم" أعلنا الفرح وقلنا ما هو كلمة شجاعة صادقة معبرة ليس فيها مكايدة ولا تزلف ولا بيع نفاق بالجملة والمفرق وانتقدنا كل ما هو سلبي بثقة أن صاحب الفخامة صدره رحب ومقتنع بالديمقراطية حتى وجدنا من يقول لنا اليوم" إن فخامته من الثوابت الوطنية وتناوله خيانة وطن وانتقاد الرئاسة والكرسي خروج عن الوطنية" وكأنه صاحب الفخامة الذي لا يعلى عليه حتى أننا رأينا النظام السابق أقل منه دكتاتورية إن صح ما يقولونه باسمه من لهم علاقة وطيدة معه ويرون أنه خط أحمر, بينما نراه نحن بتلاوين قوس قزح وأن فخامته لن تكون أكبر من الوطن وقداسة وطن وإننا نتناول بموضوعية ما نراه سلبيا وليس أحد فوق النقد بمسؤولية وقيم انتماء وطني.
وما نرى فخامة الرئيس إلا معنا في هذا الاتجاه وأنه ليس منزها من الخطأ فهو بشر يخطئ ويصيب وهو مواطن من حق أي إنسان أن يلقي عليه النقد كما هو بموضوعية ودونما تجريح وإن ما قاله صاحب الفخامة إن الحوار لا سقف له ولا حدود، يطاله أولا ولن يكون مطلقاً أكبر من وطن في هذا الجانب وإننا بما قاله ننطلق ونقول الحقيقة لا نداجيه ولا ننافقه ولا نحب المداراة وننظر إلى أنه ليس أكبر من وطن.. ومادام وسقف الحرية هو من رفعه وجعله مفتوحاً فعليه أن يكون القابل للنقد والقدوة لنا جميعا.. ومن يحاول أن يربك الديمقراطية ويخرجها عن مسارها ويسعى لتقديس الأشخاص ويتحدث عن صاحب الفخامة انه من الثوابت الوطنية إنما يحاول أن يوجد مسارا مرعبا للدكتاتورية من جديد لتصل إلينا ويتزلف ويقدم نفسه صاحب نخاسة وعلى الكل أن يتعظ من النظام السابق الذي أخذته العزة بالإثم فظن انه الأقدر على ما يريد وعصي على النقد حتى وصل به الأمر إلى العجب والغرور ولم يكن بداً من لجم التمادي فانتفضت الجماهير تطالب بالحرية التي أكد عليها الرئيس القائد/ عبد ربه منصور هادي وقال بها وآمن بها..
ونحن من هذا المنطلق نرفض العودة إلى لوراء ونربأ بالرئيس أن يصدق المداجين المنافقين, من يقولون له" كل شيء تمام يفندم, تباركت وتعاليت وصرت من الثوابت الوطنية وما عداك الوطن ومن فيه وما فيه قابل للتناول والنقد وحتى الهدم والتجريح".. ونحن لسنا مع هذا، نحن مع فخامته أن سقف الحوار والنقد في إطار منظومة قيمية لا حدود له على أن يكون معبراً عن الفضيلة والخلاق والنقد الهادف والبناء وليس التطاول أو التجريح أو تناولات تؤذي الذات وبدون هدف وطني.. يا صاحب الفخامة وأنت من صعد إلى سدة الحكم من الثورة الشبابية السلمية ما نظنك إلا صادق الوعد والعهد, ترفض التملق والتزلف وتنادي بالحقيقة وبالحرية والديمقراطية وتعلي من شأنها وتراها مرتكز بناء ومنطلق سلم اجتماعي وإنك أنت بشر لست منزها ولا ثوابت وطنية فانت تخطئ وتصيب ولنا كامل الحق في النقد..
وعلى من يريدون صناعة فرعون في وطننا أن يكفوا عن أذاهم فالرئيس القائد يعرف إلى أين يؤدي مكرهم ونفاقهم وهو أكبر من أن يصدقهم في تزلفهم.. انه مع الوطن إيمان وعمل ومع تطلعات الجماهير نحو مستقبل افضل ومع الحرية وقيم الفضيلة بصدق انتماء ومع الديمقراطية نظام وعمل وضد البابوية والدكتاتورية والتنزيه والثوابت الشخصية التي تريده أكبر من وطن ونحن معه في هذا قائداً يصغي ويتحدث ويحاور ويفرح بكلمة الصدق وليس كلمة من ينافقونه ويمسونه بضر جراء خداعهم ليبقوا أصحاب مصالح.
وسنظل نحترم ونقدر ونرفع فخامة الرئيس القائد عبد ربه منصور هادي ما بقي مع الديمقراطية والحرية وشرف الانتماء إلى الحقيقة.
المحرر السياسي
فخامة الرئيس.. لست أكبر من الوطن 2922