صاغته اللجنة الرئاسية على استحياء كانت تدرك انه اتفاق مشين ومخزٍ وعار على دولة تضع قامتها بقامة جماعة الحوثي الخارجة عن القانون. لذلك لم يرد في الاتفاق من هم المتفق معهم وإنما اكتفى بمسمى الطرفين وكفى..
هكذا أدركت اللجنة الرئاسية مقدار الدسيسة والوقيعة وقد منحت الجماعة المسلحة كل ما تريد من اشتراطات قاسية.. والواقع انه ويفضل المرء تجرع السم برجولة وشرف على أن يقع في هكذا انهزام لدولة لم تستطع أن تكون حتى نداً للجماعة المسلحة فقبلت المملى عليها وباركته وتعهدت به وجعلت من الخارجين عن القانون كجماعة مسلحة هم أصحاب الحق ولا ينتقصون من حارب في صفهم ويضعونه في مرتبة شهيد. فيما الجندي هو الخاسر الوحيد لكونه انحاز للوطن ودافع عن ثورة وجمهورية وقاتل من اجل قيم ومبادئ ليذوق وبال أمره بمؤامرة رهيبة تكشفت خيوطها اليوم بجلاء ووضوح ولا ينكر أن ثمة خيانة للوطن ووحدته إلا مكابر، والا ما معنى أن ترضخ دولة لإجراء تغييرات عسكرية وأمنية في مدة أقصاها شهر كمطلب للجماعة المسلحة الخارجة عن القانون ويقبل الطرف الثاني بذريعة انه مطلب لأبناء عمران بما يعطي المشروعية الكاملة والغير منتقصة للجماعة المسلحة أنها على حق وان الجيش في عمران قاتل بالباطل وضد مطالب عادلة للحوثية هكذا المحصلة في بند الاتفاق هذا تحديداً. والذي يمنح المشروعية للجماعة المسلحة في قتال الجيش وان هذه الجماعة عبرت عن إرادة جماهير ومطلب عادل وهو ما يعني منحهم مبرراً لقتال إضافي ضد الجيش والوطن بذريعة أن الدولة لم تكن في مستوى الاتفاق.
هكذا هي المؤامرة تكشف عن لعبة قذرة تهدر فيها دم الجنود الضحايا ويجف دمهم المهدور ولا يجدون غير الإدانة ونقلهم من رباطهم كعقوبة لهم ونزولا عند مطلب الجماهير الذي يشي به الاتفاق مع القوى الظلامية وهو امر يندى له الجبين باعتباره يقدم صورة مأساوية للجنة قاهرة غادرة اسمها رئاسية وعنوانها توطيد المؤامرة وجعلها انهزام وطن والتفاف على ما حققه البواسل من القوات المسلحة من انتصارات باهرة لولا فعل المؤامرة في المتفق عليه جهاراً وخفاءً في توريط الوطن ليبقى عاجزاً أمام قوى البغي ليكون لإيران الدور الطليعي عبر ذراعها "الجماعة المسلحة " في صياغة اليمن كما يحلم به الظلاميون وباتفاق مسبق مع قوى التآمر من الداخل البشع الذي يريد المنطقة وليس اليمن على كف عفريت وهو ما ستجده عن قريب السعودية ومن جاورها بعد استكمال مخطط ينفذ اليوم باسم لجنة رئاسية لا تقدم للوطن غير الهزيمة وللجنود الأبطال ما هو مرهق وعبثي ويريد بث اليأس في صفوف القوات المسلحة ويبحث عن فرص تخاذل من ذات المؤسسة بمواقف واتفاقات عبثية وكالحة السواد وتعني الجريمة في حق الثورة والجمهورية وقيم النضال الوطني وإلا ماذا يعني أن تصيغ اللجنة الرئاسية مع الجماعة المسلحة اتفاقاً ينال من شعب ومقدرات وطن ويضع ثلة الظلاميين في كفة والدولة في كفة أخرى ويمنح في المحصلة "داعش" والقاعدة وما بعد القاعدة مشروعية حمل السلاح من اجل الوصول لصيغة مع الدولة تحقق أهدافاً لهذه القوى الظلامية أسوة بما حققته الجماعة المسلحة.
والواقع أن الوطن اليمني اليوم يمر بمحنة عصيبة وغير عادية ويقع على مفترق طرق وهو أقرب إلى الهزيمة منه إلى النصر لتصل طهران إلى هدف النيل من الجزيرة والخليج ولكن هذه المرة عبر قوى في مفاصل الدولة تبصم بحق الظلاميين أن يكون قتلاهم من الشهداء والجندي الذي ضحى من اجل وطن لامعنى لدمه كما يمنح الظلاميين أحقية الدفاع والقتال متى ما أرادوا ذلك وربما بتنسيق خفي وغير معلن للوصول إلى انهيار دولة كاملة وهو امر بات واضحاً وأطرافه معروفة سلفاً والظلاميون وحدهم من ينعمون بالمتحقق عبر اللجنة الرئاسية التي صاغت المتفق عليه بأسلوب ماكر يجعل بيرق النصر في يد الجماعة المسلحة ويمنح الوطن الانخذال والتردي والجماعة المسلحة هي النصر المؤزر والمطلب العادل والقوة الحقيقة وليس الدولة برئيسها وكيانها ونظمها وقوانينها ودستورها وسلامها الجمهوري الذي صار بلا معنى بفعل مؤامرة من يتقنون الخراب ويسعون في الأرض فساداً ويشعلون الحرائق ويجعلون الراية للقوى الخارجة عن القانون, فيما أبطال القوات المسلحة عليهم أن يتراجعوا أن يقبلوا بالقتل فيهم وان على وطن ومن اجل كرامة وهم من يستحقون "جزاء سنمار" فالبقاء للظلام الذي يراد له أن يكون مشاعاً ويعم أرجاء الحياة فينا.
هكذا نرى للمتفق عليه تواطؤ ومؤامرة بمرتبة خيانة وان اللجنة التي أقروا تشكيلها لتنفيذ الهزيمة محايدة لا مناطقية ولا طائفية ليست سوى وهماً ونوعاً من ذر الرماد على العيون وإلا كيف تقبل الدولة من الأساس منح الخارجين عن القانون ندية التفاوض ووضع اشتراطات النصر لهم وبعدئذ يتحدثون في الاتفاق عن لجنة محايدة تتولى مراقبة التنفيذ.
إنه شيء مخجل وقبيح ومزرٍ في حق الوطن والثورة وفي حق قيم الولاء الوطني ولكنه فعل المؤامرة لمنح طهران كبرياءها على دول المنطقة وسترون هذا قريباً كما ترون الاتفاق انه هزيمة وطن.
المحرر السياسي
هزيمة وطن..! 3252