يا لشقوة من يدير شؤون هذا الوطن وقد جعله يعيش الصراع المرير وحالة الفوضى والإرباك والفشل على امتداد خارطته والتنقل به من حرب إلى أخرى وقودها الجندي البطل الذي لا يجد من يقف إلى جانبه إنْ لم يكن هناك من يخذله
ولعلنا هنا نذكر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي عن هذا الجندي بما يجري اليوم من سيناريو متشابه لدرجة الحافر على الحافر في محافظة الجوف على غرار محافظة عمران كتكرار هزيمة وطن ورغبة مدمرة في إلحاق اكبر الضرر بالوطن. ولسنا نعرف لما هذا الإصرار المقيت على الهزيمة للمؤسسة العسكرية وتمكين المجاميع المسلحة من أن تحقق أهدافاً لقوى خارجية الرئيس يعلمها جيداً ولكنه يداريها ويخبي. ربما لهواجس لاوجود لها إلا في ذاكرته، أو لإحداث تصدع في الكيان المجتمعي عملاً بالمثل" فرق تسد" وهو أمر بات الكل يخافه ويخشاه ولم تعد تنطلي على احد من أن هذا النظام داعم أساسي للجماعات المسلحة بما يجد لها من أعذار وتواطؤ لا قبل للوطن به. واذا ما تأملنا جيداً ما يجري في الجوف نجد أن ذات القصة المأساوية تتكرر؛ وساطات ولجان تليها لجان وتقارير عن رفضت الانسحاب المجاميع والانتقال إلى حل اكثر قرب قطع الإمدادات عن البواسل من جنود الوطن الشرفاء والتلكؤ في بسط الدولة نفوذها وخلق اضطرابات وصراع مسلح وصولاً إلى تمكين المجاميع المسلحة من بسط نفوذها. جرى هذا في عمران ويجري اليوم في الجوف وتالياً في صنعاء والرئيس الملهم يشكل لجاناً وأخرى تفشل أو تنجح لا يهم بقدر سير المخطط إلى ما يحقق مبتغى القوى المناوئة للوطن..
هكذا نعيش مسرحية عبثية ودماً يراق واضطرابات يؤسس لها من يراه جديراً بذلك فخامة الرئيس عبد ربه منصور الذي يتنازل عن سيادة وطن هو المعني به قبل أي شيء ويتنازل عن صلاحياته كرئيس للجمهورية لصالح من يرونه غير جدير بالحكم وانه مستولي على حقهم الإلهي.. ولعل هذا الذي يتعايش معه الرئيس المبجل لن يبق طويلاً, فثمة قوى حية قادرة على إنجاز ما هو وطني مهما عرقل المعرقلون ولعبوا على هذا الشعب نقلات شطرنج بخطة مكشوفة أو حولوه إلى مجرد أوراق كوتشينه يلاعبونه البصرة.. هذا امر لم يعد مقبولاً فالوطن يحترق والشهداء كثر والجوف يتم الاشتغال فيه من اجل انتصار المجاميع المسلحة وضرب المؤسسة العسكرية في الصميم.. كل ذلك بلجان تشكل وأخرى تعيق وثالثة تنسحب ورابعة تمكن هذا على ذاك وهلمّ جرا.
و يا فخامة الرئيس: لقد منحك الشعب وطناً بأسره, فلما تريده كسرة وطن؟! ومنحك أصواته لتحكم, فلما ترغب أن تكون تابعاً لمن يراك مغتصب سلطة؟!.
يا فخامة الرئيس: أعطاك الوطن مؤسسة عسكرية كاملة أنت قائدها الأعلى, فلما تريد مجاميع هنا وهناك وميليشيات وكثير من المربك؟. أعطاك أملاً فمنحته ألماً وأعطاك صلاحيات كاملة لتنتقل به إلى الأفضل فأرجعته إلى البغيض من الماضي وأدخلته في صراعات لا تنتهي. كأنك والوطن على مفترق طرق هو يريد الانتصار للثورة والوحدة والجمهورية وأنت تريد الانتصار للفوضى والتشرذم وكثير من البائس وتمكين مجاميع مسلحة من أن تصل.
يا فخامة الرئيس: إن الذي تقوم به ليس صحيحاً ولا يمكن أن لا تعلمه وان يجري على غير علم منك أو رضى وإلا ما معنى التواطؤ على خونة للمؤسسة العسكرية وما معنى بقاء وزير دفاعك في الفشل بجدارة واستحقاق مالم تكن أنت راضٍ عنه ومرضياً عليه والوطن لديك مجرد مناسبة وخطبة تلقيها وصفحة جديدة وعلينا أن نطوي الماضي بكل آلامه وان ننظر للمستقبل إلى آخر الكلام الذي حفظناه عن ظهر قلب منك وذاكرناه جيداً منك, فيما أنت لم تنتصر لقضية واحدة وإلا فدلّنا عليها بربك لنحمد الله أنْ قد صدقتنا في ربع قضية..
فخامة الرئيس حتى من باب التمويه؛ الجوف احرص أن لا تسقط, تلك نصيحة لك منا وأنت أعلم بحال الوطن من غيرك, فكن رجل المرحلة بجدارة كما يريدك من توسموا فيك آملاً.
المحرر السياسي
النظام ودعم الجماعات المسلحة 4445