نحن في مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام نعبر عن كامل تضامننا مع الجيش الوطني، وهو يخوض غمار التحديات ويواجه أعتى قوى البغي، ويقف سداً منيعاً في وجه القوى الظلامية، ومع كل ذلك يعيش أصعب الظروف وأكثرها قساوة في التاريخ بفعل الغياب المرير والمؤلم والقاسي للدولة ممثلة في المجلس الرئاسي وفي الحكومة التي لاتلقي بالاً لهذا الطود العظيم في حومة الميدان، ولا تعبر عن وقوفها وانحيازها لقيم ومبادئ يدافع عنها الجنود البواسل بشرف ومروءة رجال أشاوس. فانقطاع الرواتب والحصار الاقتصادي الذي يعاني مرارته الأبطال هو أحد أهم مرتكزات المليشيا الحوثية في المواجهة، وهو الذي يمنحها هذا التعنت والغطرسة في رفض السلام.
إننا ونحن نرقب عن كثب هذه الظروف التي يعاني منها الجيش الوطني مع اقتراب مناسبة دينية مهمة هو عيد الأضحى المبارك، وما يحتاجه الجنود من دعم مادي يوفر لهم ولو القليل مايسدون به رمق من يعولونهم، لنعبر عن أسفنا الشديد وبالغ امتعاض كل حر شريف من هذا الإنكار والإجحاف في حق جيش الوطن، جيش الكرامة والعزة. وإن مما يدمي القلب ويشعل في الجوانح لهيب المأساة، أن نجد الحكومة ومن في فلكها يتقاضون مرتباتهم بالعملة الصعبة، في حين لايجد الجندي لأشهر وسنوات الفتات الفتات من حقه البسيط والمتواضع.
نحن هنا لانتحدث عن مؤامرة تستهدف الجيش الوطني لصالح قوى البغي الحوثية، ولا نقول إن ثمة استهداف لإلحاق الهزيمة بالوطن وثورته ووحدته، قدرما نعبر عن الحاجة الماسة للجيش في أن يجد الدولة والحكومة تقف معه في ذات الخندق المنافح عن القيم الوطنية، وأن تكون عضده في الشدائد والملمات، وأن توفيه قدره وحقه وحقوقه كجيش يستحق التحية وهو يقدم التضحيات الجسيمة من أجل وطن الحرية والبناء والتقدم..
إن من مستوجبات العمل الوطني أن تكون من أولى أولويات الدولة، هو الاهتمام بالأبطال في ميادين القتال ومنحهم مستحقاتهم، فلايعقل أن يكون يوم الحج الأكبر على الأبواب، فيما الجنود بلارواتب أو أية مستحقات.
إن مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام وهي تطالب وبقوة الوقوف إلى جانب الجيش وصرف مستحقاته، لتعبر عن تضامنها اللامحدود مع البواسل الأبطال الأفذاذ وهم يسطرون أروع صفحات الفداء والبطولة رغم الرهانات لقوى الهزائم التي تحاول النأي بنفسها عن القيام بماهو واجب عليها حيال الميامين في ساحات الوغى.
ونحن في هذا المضمار نطلق صرختنا في الجبال والوديان والصحاري والهضاب للحكومة والمجلس الرئاسي، ونناشدهم بالله واليوم الآخر وبحق كل جندي ضحى بنفسه وبحق كل وطني حر غيور شريف، (اصرفوا مرتبات ومستحقات جيشنا الوطني.. قفوا مع ضمائركم ووطنكم ومع مبادئكم وقيم الانتماء الوطني، وكونوا صادقين مع هذ الجيش العظيم، امنحوه مايستحقه دون منّ أو أذى وزيدوا عليه التحية والإجلال والقبلات لكل جندي همام مرابط في موقعه انتصاراً للمبادئ والقيم والمثل العليا..
إن متواليات الفعل الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً قد زادت وتيرتها، فالجيش اليوم يخوض معارك المواجهة ومعارك الحصار من الداخل، ومحاولة جره إلى الإحباط واليأس، ولكنه جيش صبور غيور على أرضه وعرضه ووطنه، مرابط بثبات رغم أنف القوى الظلامية، من يتربصون به شراً ويعمدون إلى استلابه حقوقه بلامبالاة أو شعور بالمسؤولية، ومع ذلك فكل رهانات إفشاله لامعنى لها وسيبقى الجيش وطناً في الوطن، وراية عز ومجد وفخر كل الأحرار والشرفاء والمناضلين في العالم قاطبة.
مرة أخرى ندين ونستنكر كل ما يستهدف الجيش الوطني في حقوقه ويعمل على تسويفها واختلاق الأعذار، ونطالب بصرف رواتبه مع ألف قبلة ومليون اعتذار لهذا الجيش العظيم الجيش المعجزة، الجيش الذي لانظير له في التاريخ.