حين تتحدث عن كرة القدم اليمنية وسنوات عزها ورونقها وشكلها المميز والخاص.. فعليك أن تعرج على مدينة الشيخ عثمان وأنديتها الكروية، وأن تتأمل في السطور التي كتبتها هذه المدينة في صفحات كرة القدم على مدى أكثر من (80) عاما بأقدام نجوم كبار لم يعد الزمن قادرا على الإتيان بمثلهم.. فحين تتحدث عن جواد محسن وعلي فارع وعوضين والقيراط والهرر والخلب وعزيز سالم وبانافع ثم الأحمدي وشكري هاشم وماهر حسن ووجدان شاذلي وأولاد العفارة وأسماء كثيرة لامعة لا تُنسى من الذاكرة، فإن الحديث يكون في عمق التاريخ والعراقة والنجومية والبطولات، لأنك في حضرة نادٍ كبير وعريق يتفاخر به الجميع.

حين تعود بالذاكرة إلى الوراء لتنبش فيها من أجل أن بحث عن جمال كرة القدم ومنافساتها، فانك مجبر بأن تبقى طويلا عند بوابة نادي وحدة عدن الكيان الذي جمع أندية عملاقة هي (الواي والهلال والفيحاء).. فهو قاعدة ارتكاز لزمن جميل كانت فيه عدن وحدها تغرد خارج السرب بكرة قدم ليس لها مثيل.. لذلك فإن الحديث في حضرة أبناء الهاشمي يطول في كثير من الشجون وكثير من المعاني الجميلة التي تلامس حقيقة كرة القدم ووجها المشرق. 

النادي الأخضر الذي عصفت به السنوات وغيرت شيئا في معالمه كجزء في رياضة وطن مشلولة وعدنية مطحونة كان أمس الأول يكتب صفحة أخرى في تاريخه بإعلان عودته إلى موقعه في دوري الأضواء من خلال فوز جديد جعله أول الألوان الصاعدة إلى دوري الأولى، دون نظرا إلى نتيجة مباراتيه المتبقيتين.. ليكون شباب الأخضر العدني (أبناء الهاشمي ) قد أنجزوا مهمة العودة هذه المرة مبكرا بعد أن وجدوا أنفسهم في الموسم الماضي يتحولون إلى دوري الحرافيش.

عودة تعيد رسم شيئا في ملامح الفريق الكبير، وتعيد المعنوية للاعبيه لقول كلمة أخرى في قادم المواعيد أمام خصومهم في منافسات المسابقات الكروية المحلية، وتضعهم على مسار مهمة جديدة لاستعادة رونق ألوان الفانلة الخضراء التي غابت عن الصولات والجولات في السنوات الأخيرة.. عودة وحدة عدن إلى مصاف الكبار تسعد الكثيرين، فقيمة هذا النادي الذي عرفناه بطلا تضيف الكثير لكرة القدم اليمنية، فرونق أبناء الفيحاء يبقى له خصوصيته مهما تغيرت الأسماء، وعودته للظهور تحت الأضواء تعيد الكثير للشكل العام لمواعيد كرة القدم القادمة، ومحطات التنافس فيها.. مبارك عشاق وحدة عدن.. مبارك للاعبيه وجهازه الفني وإدارته.. ولعلها عودة مختلفة.. هكذا نتمناها!