قدم الكابتن جمال الهبة مهاجم نادي الشعلة الرياضي ومنتخب كرة القدم الشاطئية نفسه على بساط ملاعب كرة القدم في هذا الموسم بشكل لافت ومميز حين قاد هجوم فريقه في منافسات دوري الثانية من خلال دور همزة الوصل التي ارتبط بها الشعلة في مسعاه لتحقيق النتائج والانتصارات على الخصوم.
فالهبة الذي يرصد كثير من المتابعين موهبته منذ ما يقارب ثلاث إلى أربع سنوات حين ظهر في تشكيلة فريق العين لينال الاهتمام من عدد من أندية عدن التي راقبت موهبته في بطولة كأس الاستقلال التي كانت تقام برعاية "صحيفة الأيام" آنذاك.. كان يؤمن بأن الموعد قد حان ليعرف الناس بما لديه من مخزون فني وموهبة تهديفية حين وجد نفسه لاعبا في صفوف الكيان الأصفر (فريق نادي الشعلة).. غير أن الأقدار والظروف جاءت في تلك الأوقات في اتجاه بعيد جراء تجاهل من وجد لما يملكه الهبة، أو ربما عدم إعطائه الفرصة الكاملة ليكون إحدى الحلقات الأساسية في تشكيلة الشعلة التي يعرف الجميع أنها تحتاج إلى الوقت للتوازي الأمور بالانسجام والتعود على الأجواء الجديدة للاعب جاء من الريف وأجواء مختلفة في كل شيء.
ورغم حالة التذمر التي وجد الهبة نفسه مملوكا لها جراء تلك الجزئيات التي رافقه مواعيده الأولى مع الشعلة، إلا أنه تسلح بالصبر حتى حين ودع الشعلة مواقع الأضواء وهبط.. لتضرب الأقدار له وفي دهاليز دوري الثانية موعدا مختلفا كان فيه الكابتن محمود عبيد الذي جاء ليقود الشعلة مع انطلاق دوري الثانية في الواجهة، وذلك من خلال ثقة كاملة منحها للاعب ليكون أحد عناوين هجوم نادي الشعلة.. ليلبي جمال النداء ويتقمص الدور كما يجب.. ويؤكد أن الثقة لم تكن سوى في اتجاهها الصحيح حين صنع الفارق، وقدم موهبته التهديفية من موعد إلى آخر في منازلات الشعلة للخصوم في الأرض وخارجها، ليكون صاحب الحضور الأفضل في محاكاة شباك الخصوم بأهدافه التي تنوعت طرق تسجيلها وبجمالية كبيرة، جعله الجميع يلتف حوله ليقدم له الدعم المعنوي، ليبقى حيث وصل.
وفعلا سار الهبة بموهبته وقدم عطاءه لفريقه في معظم المواجهات التي لعبها، لينهي موسمه الذي استعاد فيه الشعلة موقعه بين الكبار في صدارة هدافي دوري الثانية بـ(15) هدفا.. هكذا ظهر الهبة في موسمه الأول كلاعب ينال الثقة من أصحاب القرار الفني، لاعب هداف موهوب يجيد اختيار مواقعه داخل الصندوق، ويعرف كيف يتحرك.. ومتى يرسل قذائفه إلى شباك الخصوم.. ومتى يمرر لزملائه.. ليرسم الإقناع من بوابة الإبداع على كل من رائه ومن شاهدة في دوري الثانية حين ساهم في ما تحقق للشعلة، ليثبت أنه موهبة زمن كروي رديء تغيب عنه المواهب الحقيقية، ويثبت أنه يمتلك الكثير ليقدمه في قادم المواعيد.. وكل ما يحتاجه هو إمداده بخطوط الطاقة ليبقى في مسار التألق والإبداع في مناطق جزاء الخصوم كهداف لامع مازال في عمره الكثير.
ما أتمناه أن يكون الهبة في مساحة لاستيعاب ما حققه بشكل جيد بعيدا عن الاكتفاء أو (الغرور).. لينطلق نحو الأفضل والأجمل.. لأننا - فعلا - بحاجة من هم على شاكلته.. لاعب يزرع الأشواك في شباك الخصوم!!.