في مواعيد القدر ومشيئة الله لا نملك سوى أن نرفع الأكف إلى السماء لندعو لمن اختاره الباري ليكون إلى جواره.. هكذا كان المشهد الجديد أمس الذي صاغته الأقدار لحبيب الجميع وعمهم الأستاذ صادق عبدالكريم الشخصية الرياضة المحبوبة صاحبة السلوك الخاص والبسيط والدال على روح الإنسانية.
رحل صادق بعد ساعات من وجوده بين عدد ممن يحبونه.. رحل وبين يديه أوراق عمله المضني ومسئولياته في فرع اتحاد كرة القدم في عدن.. رحل بابتسامه عريضة اعتاد أن يحضر بها - دائما - أين ما حل في أية مناسبة رياضية.. رحل الرجل الطيب ولم يبقَ لنا سوى الذكرى الطيبة التي عاش بها ومات عليها.. رحل أبو (ثامر) بعدما قدم سنوات عمره بعقود ستة وأكثر للرياضة في عدن في مجالات عدة، ترك فيها بصمة وحضور من خلال حب نادر وتفانٍ لا يعير فيه أي اهتمام لصحته ووقته.. رحل الرجل الصادق في التعامل.. رحل صديق الجميع عنا ولن نراه ثانية.
مات عنوان التلقائية والبساطة في رياضة عدن وساحاتها دون سابق إنذار.. فجأة بعدما اختاره المولى في توقيت محسوب ومكتوب في اللوح المحفوظ.. ماذا عسانا أن نقول في سطور بسيطة أحاول أرضي بها ضمير تجاه إنسان عرفته في كل محطات عمري الرياضي في مقام رفيع (إب وأستاذ ومعلم) ومن بوابة تغيب عن الكثيرين فيها السهل الممتنع في التعامل.. رغم القيمة التي يمثلها بين جنبات رياضة عدن صاحبة الريادة والتاريخ في رياضة عدن.
مات العنوان الأبرز في نادي الجلاء وحلقة الوصل في تطلعات شباب وأبنائه ولاعبيه وقيادته الأخيرة التي سلمها المهام بعدما أنجز لهم الكثير، ووضع لهم ركائز مهمة بإمكانهم أن يعتمدونها في مشاوير النادي ومحطاته القادمة التي أراد أن يسير بها إلى ما هو أفضل برغبة وحب متلازمين لا ينفصلان أبدا.
لن أطيل.. فالكلمات في موعد رحيلك تغيب.. ليرحمك الله يا عم صادق.. ويسكنك الجنة.
