;
سي ان ان
سي ان ان

الرئيس اليمني هادي: أنا الزعيم 5819

2012-04-19 03:11:12


 بقلم/ دانييل ديبتريس                                                   ترجمة أخبار اليوم

 في واحد من أقوى القرارات بعيدة المدى في عهد ما بعد علي عبد الله صالح، أمر الرئيس اليمني المُنتخب حديثاً عبد ربه منصور هادي بإقالة عدد من الموالين رفيعي المستوى للحكم السابق.
 أربعة محافظين وثلاثة قادة عسكريين، اثنان منهم أفراد من عائلة صالح نفسه، أمرهم نائب الرئيس السابق بترك مناصبهم، وهو يحاول قيادة اليمن إلى طريق الانتقال الناجح للسلطة وفي نفس الوقت يحمي إدارته حديثة النشأة من التخريب الداخلي.
 سيكون من الصعب جداً تنفيذ كلا هاتين المهمتين بشكل كامل، لكن بالتفويض الشعبي الطازج من اليمنيين في فبراير الماضي، يستخدم الرئيس هادي هذا الدعم لمصلحته.
 إقالات يوم الجمعة لم تكن تمثل صفقة كبيرة ما لم يكن صالح قد قرر أن يقتطع صفحة من نوتة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي: باقياً بعيداً عن الأضواء ودافعاً نفسه بعيداً إلى المنفى.
 لكن بالنظر إلى تكتيكات التفاوض للرئيس السابق المُحبطة لكنها فعالة، تمكن صالح من انتزاع تنازلات كبيرة من خصومه، سواء في المعارضة اليمنية أو مجلس التعاون الخليجي، قبل تنحيه عن السلطة، ضامناً الاعتناء به وعائلته قبل النظر إلى ما يريده المجتمع الدولي.
 إحدى تلك التنازلات، بالإضافة إلى الحصانة من الملاحقة القضائية على مقتل متظاهرين سلميين طوال الانتفاضة، كانت الحق لصالح في قيادة حزبه المؤتمر الشعبي العام من داخل اليمن.
 هذا الترتيب هو أقرب إلى السماح لعضوية جنائية في لجنة الإفراج المبكر من السجن، لكن بالنسبة للولايات المتحدة والسعوديين، كان توفير مخرج يحفظ ماء الوجه لصالح هو السبيل الوحيد حتى يمكن للبلاد أن تبدأ رحلتها الطويلة والصعبة لتجاوز حالة الاضطراب.
 وكما هو متوقع، فقد سمحت جميع بنود الاتفاق للرئيس السابق أن يستخدم الموالين له في حزبه وكذلك أقاربه في الأجهزة الأمنية لإحباط القرارات التي لا يقرها صالح بنفسه.
 في مارس الماضي، انسحب أعضاء المؤتمر الشعبي العام من جلسة للبرلمان بعد اختلافهم على بعض وجهات النظر مع الممثلين الآخرين.
 
وفي نفس الوقت، اتصل صالح شخصياً برئيس الوزراء المُعين حديثاً محمد باسندوه وهدده بتدمير حكومته إذا لم يغير أعضاء المعارضة في البرلمان من سلوكهم، فكان رد فعل باسندوه أن أخبر هادي بأن أوامره تجد تجاهلاً من بعض المسئولين أو يلغيها الموالون لصالح الذين ظلوا مسيطرين على الوزارات.
 كان الوضع مُقلقاً للغاية وقابلاً للانفجار، مما دفع البيت الأبيض إلى إصدار بيان أعرب فيه عن خيبة الأمل وقلقه من تعمد بعض الجهات اليمنية المماطلة في تنفيذ عملية انتقال السلطة.
 فإذا ظلت قرارات الجمعة حبراً على ورق، فيبدو أن هادي يشعر الآن بغليانه السياسي وأصبح على استعداد لاتخاذ خطوات جريئة من أجل اجتثاث بعض الإعاقات التي خلقها أصدقاء صالح وعائلته داخل حكومة الوحدة الوطنية.
 إن إقالة اللواء/ محمد صالح الأحمر ـ قائد القوات الجوية الذي لا يحظى بشعبية ويقاوم مطالب أفراد الجوية باستقالته، والعميد طارق صالح ـ قائد الحرس الرئاسي، هي إشارة للعالم بأنه صار مستعداً لاستغلال فترة العسل السياسي القصيرة جداً التي منحها الناخبون اليمنيون إياه لاتخاذ هذه الخطوة.
 والأهم من ذلك، أن سياسة هادي بالعصى الغليظة ستثبت للشعب اليمني أن التغيير الذي خاطروا بحياتهم من أجله سيصبح حقيقة بالتدريج.
 في الواقع إن تغليف اثنين من أقارب صالح لن يكون فاتحة لعصر النهضة بين عشية وضحاها، فما زال نجل صالح، أحمد علي، وابن أخيه، يحيى، في مواقعهم بسلطة كبيرة، كما أن تركهما في السلطة ليس بالضرورة شيئاً سيئاً على المدى القصير، ومن الواضح أن هادي يدرك أن إزالة جميع أقارب صالح في وقت واحد سيؤدي على الأرجح إلى إراقة كمية كبيرة من الدماء من القبائل والوحدات العسكرية التي لا تزال في معسكر الرئيس السابق، فإقالة اللواء/ محمد صالح الأحمر قد أثارت بالفعل هذا الرد ولو على نطاق أصغر من ذلك بكثير.
 ومن الواضح أن الوقت والصبر هما العامل الفاعل، وسيكون هادي حكيماً في مواصلة نهجه التدريجي في إصلاح الجيش اليمني.
 هادي وباسندوه وحكومة الوحدة الوطنية يواجهون عدداً من الأشخاص داخل اليمن مخصصين لإفلاس النظام الجديد، البعض منهم داخل نفس الحكومة.
 فما تحتاج لتحقيقه القيادة اليمنية الجديدة حتى الآن هو أن يكون لها حلفاء وأصدقاء في المجتمع الدولي لتثبيت نجاحها، كما أن دعم الملايين من اليمنيين الذين يصفقون للتغييرات التي يجريها الرئيس مُفيد جداً.
موقع سي إن إن الإخباري الأميركي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد