في شارع كرة القدم اليمنية الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب يحتل النجم الموهوب علاء الصاصي مكانة خاصة في قلوب الجميع، بعدما ظهر في السنوات الأخيرة كموهبة كروية رائعة ومميزة يشار إليها بالبنان، حتى إنه صنف بين أفضل المواهب التي قدمتها كرة القدم اليمنية من واقعها التعيس الذي يقع تحت أمر شيوخ لا يفقهون ما تعنيه!.
هذا النجم صاحب الأداء الرفيع، والأخلاق السمحة، والسلوك الراقي، الذي يحب الجميع، وقع في فخ دون أن يكون قصدا، فعاداه كبار القوم في كرة القدم، وفتحوا له سكة من العقاب بطريقتهم، فاستباحوا كل شيئا، ورسموا خططهم لذلك ليجد اللاعب نفسه في مفترق مخيف لا يمكن أن يجد فيه نفسه في اتجاه يرسم فيه الكثير مما لديه موهبة كروية!.
قبل شهور ومع انطلاق الموسم الكروي الماضي كان علاء يقتنع بأن تجربته مع هلال الحديدة التي استمر لموسم قد انتهي بكل ما فيها، فقرر العودة إلى العاصمة صنعاء ونديها الذي بزغ فيه "الأهلي" وحينها وبعد أن خاض مباراته الأولى تداعت الظروف وتغيرت الوجوه، فجاء فرمان من الشيخ بإيقاف اللاعب مع أن انتقاله كان شرعيا، وإلا لما قيدته لجنة المسابقات .. ليدخل اللاعب مكرها في نفق مظلم مع الشيخ في ظل صمت رهيب من قبل قيادة النادي الأهلي التي لم تحرك ساكنا، وارتأت أن تضحي بعلاء مقابل رضا الشيخ عنهم وتقديم هباته لهم وقت الزقنقات، ليدفع هذا الموهوب فاتورة دون أي سبب!.
ومع أن الأوقات مرت، ومع أن الجميع ظن أن الأمر قد انتهى بعدما اضطر اللاعب خوض تجربة مع الرشيد التعزي في دوري الثانية، ثم مغادرة الوطن وخوض تجربة احترافية في الدوري العراقي .. إلا أن الأمور تكشفت مجددا، وظهر أن الفاتورة الأصلية سيكون على هذا العلاء أن يدفعها من سكة أخرى عبر فانيلة المنتخب الوطني، فكان المشهد الأول ينفذه المدرب "الغريب" توم والذي أعطيت له التوجيهات بإبعاد علاء من منتخب القاهرة الذي سبق غرب آسيا التي غاب عنها، ثم استدعى لخيلجي 21 تحت وطأة بعض الضغوطات والتدخلات والتناولات الإعلامية، ليبقى علاء مجرد رقما هامشيا، فلم يشارك سوى لدقائق ليخرج اللاعب عن طوره وهو يرى ما يحاك ضده في تصريح إعلامي واضح كشف فيه بعض الأمور وفق خبرته وما تلمسه مع المدرب "الغبي".
انتهت بطولة المنامة وعاد لاعبونا ومدربهم واتحادهم بخيبة أمل، ليبدأ الجميع مرحلة أخرى هدفها تصفيات آسيا، وحين أعلنت التشكيلة التي يغيب عنها الهاجري المصاب والعبيدي "العريس" وآخرون .. تصوروا أن اسم الموهوب "الصاصي" كان أيضا غير موجود .. وفقا لفاتورة الدفع التي عليه أن يتحملها، من بين أهواء ورغبات الشيخ الذي سبق وأن عاقب زاهر فريد وهيثم الأصبحي، لأنهم تحدثوا عن أمور تحصل في كواليس المنتخب!.
المشهد العقيم الذي يعاقب الصاصي في مدة وجود مدرب "غبي" لا يحتاج إلى اجتهاد، فعناوينه واضحة ومصادرها متكشفة بما لا يقبل الشك، فلاعب مثل الصاصي، لا أعتقد أن خطة "توم" تستغني عنه مهما قالوا ومهما تلاعبوا بالألفاظ .. لكن هناك الشيخ الذي يتلذذ بمعاقبة هذا النجم بأعذار التكتيك والخطط والتكتيك وإليه أداء اللاعب .. وهي أعذار مكشوفة ومفضوحة لن تمر على أحد .. خصومة علاء ليست في خطة "توم" الدفاعية التي خسرنا فيها ثلاثة عشر مباراة متتالية .. خصومة الصاصي مع الشيخ الذي قال له علاء لا .. وهذه هي حقيقة كرة القدم حين تمتزج برغبات الشيوخ .. تتخلى عن ملامحها الحقيقية .. وتظهر في حلة مختلفة حلة بعيدة مختلفة، فيها الغباء والتعنت والشطح والهنجهية وفوضوية القرار والتجرد من الأخلاق .. وإلا فليحدثني أحد .. بأي ذنب همش الصاصي!!.
خالد هيثم
الصاصي .. كشف حساب !! 2007