دائماً نحن العرب نجيد البدايات ولا نحسن النهايات, دائماً نبدأ ولا نستطيع أن نختم.. نبدأها ثورة ثم تتحول إلى "هوشلية"، نريد التحرير وينتهي باحتلال، تبدأ مظاهرة ثم تتحول إلى فوضى وشغب، تبدأ ديمقراطية وتنتهي ديكتاتورية، يبدأ حياته مناضلاً وينهيها فاسداً، يبدأ حياته ملتزماً وينهيها إرهابياً.. أولها حاكم ديمقراطي ونهايتها طاغية وديكتاتور، أولها بطل وآخرها لا له ولا عليه.. تبدأ معارضة من أجل الوطن وتنتهي وطناً من أجل المعارضة.. يبدأ ربيع ويتحول إلى شتاء قارس.
"من مقال هوشليه".
ثورات الصيف العربي:
الربيع العربي, ولا أدري من هو مخترع هذه التسمية, التي أعترض عليها بشدة, فالواقع يقول إنه صيف وصيف حار جداً ولم يأتِ الربيع بعد, ولكن نحن العرب دائماً "مستعجلين", والمثل اليمني يقول "لا تقل بر إلا وقد هو في الصر", والصحيح أننا قد رأينا في هذا الربيع طقوس الفصول الأربعة, إلا الربيع..
ولكن من باب التفاؤل الذي دعا إليه الإسلام الحنيف إن شاء الله يأتي من بعد هذا الصيف ربيع مثمر ومزهر.. يعني لا تنسوا تقولوا "الربيع العربي إن شاء الله" حتى لا تقولوا مثل جحا " إن شاء الله ضاع الحمار".. من مقال "ثورات الصيف العربي".
نصيحتي للشباب:
إياكم أن تسمحوا للمعارضة أن تعتلي ظهوركم, وإذا أردتم أن يلتف الشعب من حولكم، فاثبتوا براءتكم من المعارضة براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام, وابتعدوا عنها ألف ميل, وعن كل ما يمت إليهم بصلة, وإلا فصدقوني لن يتغير شيء, بل إن الأمور ستصير من سيء إلى أسوأ..
عليكم بحسن الخلق, والتزام الأدب في التعبير عن آرائكم, لا للسب, لا للشتم, لا للسخرية, لا للتجريح, لا للتعصب, لا لسوء الظن, وإياكم أن تكون القاعدة اليهودية شعاركم" الغاية تبرر الوسيلة، فإن الله تعالى لن يبارك في عمل بُني على معصية استعينوا بالله, والجأوا إليه, وكونوا منصفين حتى مع خصومكم ولا تنكروا فضل إنسان قط مهما كان فساده, فإن الله تعالى يخفف العذاب عن أبى لهب كل يوم اثنين, لأنه فرح بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأعتق الجارية التي بشرته, وتذكروا قول الله تعالى" ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى", وافتحوا باباً للحوار وضعوا ما شئتم من الضمانات, ولا تضعوا العقدة في المنشار فينكسر المنشار والعقدة على حالها.. "من مقال عورات كشفتها الأزمات".
ختاماً:
أزمتنا أزمة أخلاق.. مشكلتنا عدم الاعتراف بالآخر.. مصيبتنا التطرف.. جريمتنا رفض الحوار.
أحلام القبيلي
فستذكرون ما قلته لكم 1911