تحرك قطار الموسم الجديد نهاية العام الماضي، ونتيجة للأحداث التي شهدتها عدن قررت لجنة مسابقات اتحاد كرة القدم تأجيل مباريات نادي التلال لدواعي أمنية، وجاءت مشاركته متاخر اسبوعين عن موعد انطلاق المنافسة.
يوم الجمعة الماضي استهل شياطين صيرة مشوارهم في الدوري العام لكرة القدم للموسم (2013 ـ 2014م) بانتصارعريض، ودكوا شباك فتيان شعب صنعاء بستة أهداف بيضاء في مباراة احتضنها ملعب(نصر الشاذلي) بحقات ضمن الجولة الثالثة من المسابقة.
البداية الحمراء المتوهجة، والفوز الكاسح الذي حضر في ظل غياب خمسة من أبرز لاعبي (العميد) المختارين ضمن المنتخب الأولمبي، لا شك دفعة معنوية كبيرة، وخطوة مهمة للكيان (البطل)، ولكننا نعتقد أن الوقت مازال مبكراً للحكم على جاهزية الفريق، فالبطولة طويلة تحتاج إلى جهد، وصبر، وقطعاً لن تكون المنافسة نزهة..
في السنوات السابقة (دندنت) السياسة على وتر التلال، وحاولت استثمار تاريخه، وجرّت خلفها طابورا طويلا من الانتهازيين، وحمل كثيرون (المباخر)، وقرعوا الطبول في (الزفة)، وزعموا حبهم العذري، وصدعوا روؤسنا بعشقه الأبدي، ورحلوا, وتركوا الغبار على مجده، واحتوت مخلفاتهم على تركة ثقيلة من الفساد!..
قد تكون نوايا بعضهم حسنة، وربما لم يحالفهم الحظ أو يسعفهم الوقت، ولكن الحقيقة أنهم استعانوا على قضاء حوائجهم بشخصيات لا تعيش إلا في محيط فاسد، ومنهم من لا يستطيع التنفس إلا في مستنقع، ولهذا كانت نهاية عهدهم مؤسفة!..
قد لا يجد البعض في رئيس اللجنة المؤقتة الاخ/ عارف اليريمي, الشخص المناسب لقيادة نادي بحجم التلال، وهذه وجهة نظر نحترمها، ولكن لا نستطيع أن ننكر بأنه شخصية جيدة، والمصلحة وحدها من اختارته لهذه المرحلة، وإذا نظرنا للمسألة من زاوية أخرى سنجد أن النادي جرب الرؤوس الكبيرة، وفشلت!..نعتقد ــ على الأقل في الفترة الحالية ــ أن العميد لا يحتاج إلى رأس (منفوخ)، بقدر حاجته إلى أقدام سليمة تسير به إلى بر الأمان!..
بعد فترة معاناة، وتخبط.. نعتقد أن نادي التلال يعيش اليوم نوعاً من الاستقرار، ويتنفس في أجواء صحية على المستوى الرياضي، ونتمنى أن تكون البداية القوية للممثل الوحيد لأندية عدن في الدوري هذا العام حافزاً كبيراً للجميع في المحافظة، وليس فقط للجماهير، وعشاق، ومنتسبي نادي مدينة (كريتر)!..
المهندس/ عدنان الكاف نبض في وريد مدينة (عدن)، ويعشق نادي التلال حتى النخاع، ولا يكتفي بذلك، ولكنه أيضا يسخر إمكانياته، وقدراته لدعمه، ولكننا نعتقد أيضا أن على الجميع أن يشعر بالمسئولية، ويدركوا بأن النادي العريق لن يستعيد مجده إلا بتظافر جهود الجميع، وتوظيف كل الإمكانيات لدعمه، وذراع العميد مفتوحة أمام كل الشخصيات المحبة لكي تبادرإلى خدمته.
التلال إرث (قرن)، وثقافة جذورها تضرب في عمق (عدن)، ولا يمكن أن يكون ملك شخص أومقر جماعة أو حزب، وعلى جميع التلاليين الإخلاص لناديهم، وأن يستوعبوا درس الموسم الماضي جيدا، ويتعلموا من تجاربهم القاسية.
النادي ـ الذي تسكنه روح البطل ويقف خلفه كل جنوب الوطن وتسانده جماهير تهز أرض الملعب وترتفع أهازيجها إلى عنان السماء ـيستحق اعتلاء المنصة..
ياسر الأعسم
روح البطل!.. 1468