يقول الشاعر المصري المبدع هشام الجخ في قصيدته الرائعة علمونا ازاي نخاف: علمونا ازاي نخــــاف لكن نسيوا يعلمونا الاحـــــترام .....؟ علمونا بالعصاية ورضعونا الخوف رضــــاعة.. علمونا في المدارس, يعنى إيه كلمة قيـام.. علمونا نخاف من الناظر, فيتمنع الكــــلام علمونا إزاى نخاف, و إزاى نكش بس نسيوا يعلمونا الاحـــــترام فمتزعلوش لما ابقي مش باسمع الكـــــلام و ماتزعلوش لما أبقى خارج عن النظـــــام مستنى إيه من طفل ربوه بالزعـاق غير.... كل المشاكل والخنــاق كل اللي بيقولك بحبك دول نفــــاق تربينا على الخوف ونشأنا وترعرعنا في أحضانه حتى أصبح ثقافة حصرية على العرب دون غيرهم.. ولهذا نحن فاشلون بامتياز في جميع علاقاتنا الدينية والدنيوية, نخاف من الحاضر ونخاف المستقبل.. خوفونا من التغيير ومن كل شيء جديد ولهذا قال أجدادنا- سامحهم الله- جني نعرفه ولا إنسي ما نعرفه ونخوف الطفل من الإبرة والجن والعسكري والكلب. ونخوف المرأة من حياة بدون زوج حتى نضطرها للقبول من أي رجل حتى إن كان لا خلق ولا خُلق ولا للجن معلق.. ثم نخوفها من الطلاق حتى لو كان زوجها ظل من يحموم لا بارد ولا كريم.. ونشأنا لا نعرف عن خالقنا شيئا سوى ما كانوا يخوفونا به "با يحرقك بالنار با يدخل الحديدة من إذنك" ولا نعرف من الدين غير القبر وضمته والشجاع الأقرع ومنكر ونكير.. وإذا ضحكنا تملكنا الخوف و تشاءمنا وقلنا اللهم اجعله خير.. حتى النظافة خوفونا منها.. لا تستخدم مزيل رائحة العرق لأنك إن تركته ستصبح رائحتك عفنة.. لا تستخدم معجون الأسنان لأنه سبب النفس الكريه.. لا تبالغ في التزين فيعشقوك الجن.. لا تصوم الست البيض لأنك إن صمتها عاما وتركتها عاما ستصاب بالعمى لا تتمطوع ولا تبالغ في العبادة ترجع تجنن.. وبسبب الخوف لا نجرؤ على الإقدام والمحاولة والإبداع, فالحذر ولا الشجاعة ومن خاف سلم..