لو تأملنا في أحوالنا و أفعالنا وقارناها بأحوال وأفعال من كان قبلنا, لوجدنا أن بيننا و بين الإسلام والأخلاق والقيم فرقاً شاسعاً, وما نحن على حالنا هذا إلا عبارة عن مسخ وكائن لا هوية له.. فتعالوا معي نتأمل في بعض أحوال من سبق في سلسة" أين نحن من هؤلاء؟", لعلنا نتذكر أو نخشى..
نسلم ويسلمون:
كان النخعي أعور و تلميذه سليمان ضعيف البصر.. سارا في الطريق للجامع, قال الإمام: هل تأخذ طريقاً وآخذ آخر؟؛ أخشى إنْ مررنا سوياً بسفهائنا يقولوا:" أعور و يقود أعمش فيغتابون فـيؤثمون"!. قال: وما عليك نؤجر و يأثمون. قال: يا سبحان الله بل نسلَم ويسلمون خير من نؤجرَ ويأثمون!!..
الله أكبر!!, أي نفوس يحملون, وأي قلوب يملكون؟, ونحن نتعمد استفزاز الآخر لكي نظهر بطولاتنا الأدبية والأخلاقية والدينية.. خذوا بعض الأمثلة:
بعض الأحزاب والجماعات تُخرج شبابها في مسيرات استفزازية ويقوموا بأعمال همجية, فيضطر رجال الأمن للقيام بواجبهم والتصدي لهم, فاذا قُتل بعضهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وسموهم شهداء وأطلقوا على الجندي "سفّاح" وطالبوا بالقصاص.. أين انتم من الإمام النخعي القائل بل نأخذ طريقاً آخر, فنسلم ويسلمون خير من أن نسلم ويأثمون؟!.
ومثال آخر: تجد البعض يخرج من بيته عنوة ليجادل الناس فيما يختلف معهم من الأمور وهو يعلم أن فعله هذا سيفتح باباً للجدال وسينتهي بقطيعة أو اعتداء لفظي أو جسدي, ثم يعتبر نفسه "سيف الله المسلول".. أين أنت من النخعي يا هذا القائل
بل نسلك طريقاً آخر, فنسلم ويسلمون خير من أن نسلم ويأثمون؟.. أين نحن منهم؟!..
أحلام القبيلي
أين نحن من هؤلاء؟! 1909