قالها سيد البشر صلوات ربي و سلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ عندما اشتم رائحة الكبر من كلام من لم نبلغ نصف ولا ربع و لا معشار إيمانه وما قدمه للإسلام الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين- عندما عيّر سيدنا بلال- رضي الله عنه- وقال له: يا ابن السوداء..

انه الكبر الذي يحجب العبد عن الجنة فلا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة منه.. أما قرأت عزيزي القارئ قوله تعالى "إن أكرمكم عند الله اتقاكم".. وان الناس سواسية كأسنان المشط؟!. أما سمعت عن سلمان- رضي الله عنه- أما قرأت سيرته؟.. اذا لم تكن تعلم فاعلم أن ذلك الفارسي من آل البيت, واعلموا أن بلال الحبشي خير من أبي لهب السيد القرشي.. قيل لـ"أبي لهب "تبت يدا أبي لهب وتبّ" وقيل" نِعمَ العبد صهيب".. ألا إنما التقوى هي العز والشرف, فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب؛ فقد رفع الإسلام سلمان فارس و قد وضع الشرك النسيب أبا لهب.. فرسول الله- صلوات ربي و سلامه عليه- "ليس جد احد بل هو جد كل تقي و هو والله بريء من كل شقي و لو كان سيداً قرشياً".. فالخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له سبحانه..

قال صلى الله عليه وسلم "اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن؛ أولها الفخر بالأنساب".

والآن و بعد أن اتفقت الأطراف المتصارعة؛ دعوني أقول لكم: انه من حق كل يمني أن ينافس على السلطة و تسيد الأمر شرط أن لا يدعي الأفضلية و الأحقية الإلهية في ذلك.

وتذكروا أن نبي الله يوسف- عليه السلام- عندما طلب أن يكون عزيز مصر لم يقل أنا نبي ابن نبي ابن نبي ولكنه قال " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"..

و رحم الله غزال المقدشية القائلة:

سوا سوا يا عباد الله متساوية

محد ولد حر و الثاني ولد جارية