نحيلة الجسد بارزة العظام تدور من بيت لآخر تساعد هذه وتقضي حاجة تلك لكي توفر لأبنائها ما يكفيهم من طعام.. لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقول لي: إن أخاها مسؤول كبير وموظف صاحب ثقل في الدولة أو تاجر يلعب بالفلوس لعب.
في البداية لم اكن اصدق تلك الحكايات المحزنة والغير معقوله بالنسبة لي؛ فكيف يكون اخوها وزيراً أو سفيراً أو مديراً وهي لا تجد ما يكفيها ذُل السؤال ومدّ اليد,
كيف يكون الأخ في هذ المستوى ويترك أخته أو أخاه في حالة يرثى لها, لو لم يكن من باب الواجب فمن نافذة العيب والخزي؟..
لكني تأكدت من صدق أقوالهن وأقوالهم ولا يكتفي أولئك الأخوة الظلمة بمنع خيرهم عن أشقائهم, بل ربما اخذوا نصيبهم من الميراث بقوة المال و الجاه والسلطة التي يملكونها, حتى انهم ليحرمونهم من زكواتهم وصدقاتهم التي يفضلون أن يدفعوها لبعض الجهات والجمعيات من باب "الفشخره" والرياء وبحثاً عن السُمعة..
أظن أن هؤلاء الظلمة لم يسمعوا بحديث رسول الله- صلوات ربي وسلامه عليه- القائل "خيركم خيركم لأهله". وقوله "والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائعاً".. قال جاره فكيف اذا كان الجائع أخاه أو أخته؟!!.
أحلام القبيلي
عجائب...!! 1678