دائماً وأبداً نهتم بالشكليات والشعارات والأمور التي لا تقدم و لا تؤخر، ولم تُذكر في كتاب ولا سنة، ونترك المتفق عليه ونبحث عن القضايا التي فيها خلاف.. خذوا بعض الأمثلة بعيداً عن الحلال والحرام:
تصر أم محمد على زيارة قبر أبيها بشكل دائم ولا تقبل نصيحتي المتكررة وقولي لها إن زيارتك لن تنفع أباك بشيء، والأفضل من ذلك أن تقومي بالدعاء له وتتصدقي عنه وان تجتهدي في إصلاح نفسك حتى يسعد في قبره وترفعي في الجنة درجته.. وتسألني أخرى هل يصل ثواب قراءة القرآن للمتوفي؟.
اقول لها حسب علمي إن هذه المسألة فيها خلاف ولكن ألا ادلك على أمور اتفق عليها الجميع دون استثناء؛
الدعاء والصدقة, فدعي المختلف فيه والزمي المتفق عليه, لكنها لا تقبل أبداً وتصر على قراءة القرآن للميت
دائماً يعجبنا السير على قاعدة ومنهج: "أين اذنك يا جحا".
وفي هذا الشهر العظيم في ذكرى مولد النور- صلوات ربي وسلامه عليه- يصر الكثير من أُمة محمد على إحياء الموالد و إقامة الاحتفالات و رفع الشعارات وتزيين البيوت والشوارع.
ولا اتحدث هنا عن الحلال والحرام ولكني أقول إن هذه الأمور الشكلية لن تعود علينا بأي أجر ولن نحصد منها أي ثواب اذا لم نكن ملتزمين بسنته ومقلدين سيرته ومنفذين لوصاياه. كيف نحتفل بمولده ونغني وننشد:
يا نبي سلام عليكَ
يا رسول سلام عليكَ
صلوات الله عليكَ
وتفصلنا مساحات شاسعة عنه وعن الدين الذي جاء به. ولو زارنا واطلع على أحوالنا لما عرفنا و ربما تبرأ منا
نحتفل بمولده وقد انتهكنا الحرمات وارتكبنا عظائم الذنوب وكبار السيئات.. نحتفل بمولده وقد سفكنا الدماء وأزهقنا الأرواح وقطعنا الجثث وهتكنا الأستار ولم نراعِ حرمة النساء والدار.. نحتفل بمولده ونحن عن سنته غافلون وعلى ثغور المعاصي مرابطون.. إنها والله لمهزلة.. من أراد أن يحتفل فليحتفل بإحياء سنته والسير على منهجه, وما عدا ذلك فليس سوى مغالطة.
وانتظرونا بإذن الله تعالى في سلسلة جديده بعنوان: أين نحن من سنته لنتعرف عليه أكثر وكم نحن بعيدين عنه.
وصلوا على هادينا
المصطفى طه نبينا
هو خير العالمينا
ابن عبدالله
أحلام القبيلي
لا تغالطوا أنفسكم بالاحتفالات 1777