ان اصعب مرحله قد يمر بها الانسان ان يتألم ولا يستطيع ان يتكلم
ان يكمم فاه ويمنع عن التعبير عن مشاعره و اراءه
وارى اننا قد وصلنا الى هذه المرحلة مرحله نستطيع ان نسميها "مرحلة آح ولاداخل"
وقلبي ملان يا امه على من اشكي
واشكي على ربي واحن وابكي
والا اشكي على غيره يزيد يشفي
ومن الغباء المتأصل عند العرب ان كل من تولى مقاليد الحكم وصارت الامور اليه يسارع الى قمع الحريات وتكميم الافواه ظناً منهم انها خير وسيله للبقاء وافضل الطرق للقضاء على المعارضين والاعداء وما لا يعلمه هؤلاء الاغبياء إن الضغط يولد الانفجار، والكبت يجعل الشخص ينحرف عن المسار، والعنف يخلق الأشرار والثوار.
قصه قبل العنف:
حدث نزاع بين الرياح والشمس, وكل منهما يدعي أنه الأقوى، فقررتا أن تتسابقا في إجبار رجل مسافر على التجرد من ثيابه, والتي تنجح في تحقيق ذلك تعترف للأخرى بأنها الأقوى.
المحاولة الأولى كانت للرياح التي هبت بعنف لتنزع الثياب عن الرجل، لكنه تمسك بقوة بثيابه, كررت الرياح المحاولة مرة أخرى بطريقة أكثر عنفاً, فما كان من الرجل إلا أن تمسك بثيابه وبكل قوة، وأعلنت الرياح الاستسلام.
وجاء دور الشمس في البداية أشرقت الشمس بدفئها المعهود, فقام الرجل بخلع سترته الفوقية, ثم اشتدت أشعة الشمس..
فقام الرجل بالتخلي عن إزاره الداخلي, واشتدت أكثر فأكثر..
فاتجه الرجل إلى البحر كي يستحم وتجرد من كل ثيابه.
فلماذا لا نطبق منطق الشمس ونتخلى عن منطق الرياح؟
دع القِدر يخرج بخاره:
كتب الأستاذ الدكتور/ علي الحمادي في كتابه مقاومة المقاومة بعنوان "دع القدر يخرج بخاراً" واليكم مخلص ما كتب:
"إن للكبت وعدم ترك المجال للتنفيس خطورة كبيرة إذ يتحول هذا الكبت إلى حقد وحسد وترصد لذلك فان الكثير من الأنظمة الديكتاتورية إذا وجدت وزادت الضغط على شعوبها فتترك لهم مجالاً للتنفيس وذلك عن طريق الإيحاء للمعارضة كي تنتقد أو السماح للخطباء بأن يعارضوا، بل إن بعض الأنظمة تتفق مع الممثلين على تمثيل بعض المسرحيات أو المسلسلات الناقدة للحكومة وذلك من أجل التنفيس على الشعب كي لا ينفجر، وهنا يترك المعارض يبدي رأيه ويتكلم ويخرج ما في صدره كي يرتاح ويشعر أنه أدى ما عليه من واجب..
فيركن إلى السكون والخمود وهذا أسلوب نفسي معروف وممارس".
فهل تعي الأنظمة العربية الدرس وتتخلى عن منطق الرياح ، وقدر رأت بعينها أن العنف لا يولد إلا العنف.
أحلام القبيلي
آح ولاداخل... 1758