زارت إحدى الأخوات بلدا عربيا للعلاج وأرسلت لنا صورة عبر الواتساب من هناك.. الصورة كانت مخجلة وقاسية.. كانت لشباب وشابات عصافير اثنين ينام بعضهما في أحضان بعض.. طبعاً كان المنظر في حديقة عامة وقالت إن هذا المناظر يقابلك أينما ذهبت وفي كل الأوقات وعلى قولة أمي حفظها الله تعالى "لا شارح ولا مردد"..
وإذا قلبنا القنوات التلفزيونية العربية رأينا ما يقطر له القلب دماً وفي كل بلد عربي تجد من الفساد الأخلاقي أشكالا وألوانا بل وحتى في بلد الإيمان نسمع كل يوم عن جرائم تقشعر لها الأبدان ومع هذا كله يقول بعض الجهلة "ليش يا رب.. لماذا حل كل هذا البلاء بأمة الإسلام؟!!
قال تعالى"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" فمتى نعقل ومتى نعلم أن حالنا لن ينصلح بالمظاهرات ولا بالخروج على الحكام والثورات ولا بما يفعله الناشطون والناشطات ولا بمجلس الأمن والقرارات؟!...
إن حالنا لن ينصلح ما لم نرجع إلى رب الأرض والسموات, لابد من عوده وتوبة وعمل صالح كلاب الله في الأرض:
ابن هولاكو- زعيم التتار- كان يطوف في بغداد فرأى جمعاً من الناس يلتفـون على رجل منهم، فسأل عنه, فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمر بإحضاره، فلما مثل بين يديه..
سأله ابن هولاكو: ألستم المؤمنين بالله؟
قال: بلى.
قال: ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟
قال: بلى.
قال: ألم ينصرنا الله عليكم؟
قال: بلى.
قال: أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟
قال: لا.
قال: لمَ؟!
قال: ألا تعرف راعي الغنم؟
قال: بلى.
قال: ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟
قال: بلى.
قال: ماذا يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه، وخرجت عن سلطانه؟
قال: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه.
قال: كم تستمر في مطاردة الخراف؟
قال: ما دامت شاردة.
قال: فأنتم أيها التتار "كلاب الله في أرضه" وطالما بقينا شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون وراءنا حتى نعود إليه جل وعلا..
قال تعالى" و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى ///////
لصوص وسفلة!!
محمد علي محسن
أحاول الكتابة فلا أعثر على فكرة نابضة بالحلم والأمل والتفاؤل.. الواقع المعاش بات مربكاً ومحيراً ومثبطاً ولحد يفقدك لحاسة التمايز بين الحق والباطل، الغث والسمين، الصدق والكذب. في هكذا حالة مزرية وطارئة أهرب من غثاء ما تنشره مواقع التواصل والأخبار إلى قنوات الفضاء لأجد نفسي ألوذ ثانية وثالثة إلى عالم الانترنت الافتراضي علني أعثر على ما يهدئ من روعي وخوفي الناجمين عن كثافة الأنباء العاجلة، ومن تناولات وتحليلات القنوات الفضائية المثيرة للهلع والذعر – وأيضا – للألم.
الحقيقة أن واقعنا صار أشبه بكومة مخلفات فاسدة ونتنة، فأيا كانت موهبتك وذكاؤك فإنك لن تعثر على فكرة صائبة تجل إنسانيتك ووجودك.. ففي وقت يتزاحم فيه الخلق من حولك لاستعراض مهاراتهم في زفير قبحهم وقذارتهم في وجهك، تبدو في هكذا حالة وكأنك كمن يبحث في أكوام القمامة العفنة أو المخلفات البالية عن شيء جديد يمنحك الألق والبهجة.
صورة بائسة، مروعة، مهينة، ومع بؤسها وقبحها نقسر, وعلى مضض نحن الغالبية المسحوقة بعضال الهيمنة والجشع والعنجهية كي نتعايش معها كضرورة وحتمية ومسلمة – أيضا - لا تقبل الشك أو التأويل.
وطن يُنحر قربانا للصوصه وقتلته، شعب يساق إلى الهلكة كي يحيا سفلته وعابثيه.
أحلام القبيلي
نستاهل...! 1896