منذ أول يوم سيطرت فيه مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء, كنت أتوقع اقتحامهم لصحيفة" أخبار اليوم"..
وعندما تأخر الاقتحام نظرت نظرة احترام للجماعات الحوثية واللجان الشعبية.. فانا لا أعادي أحدا بعينه أو حزبا أو جماعة وليست لي خصومات مع أحد.. أنا أعادي الرذائل وأخاصم أهل المنكر.. وبسبب الرأي المستقل كنت في مرمى الاتهامات المتعددة والمتناقضة..
المهم أني قلت في نفسي يبدو أن الحوثي و جماعته فيهم الخير مادام يحترم الصحافة والإعلام ولكن.. ومثل كل مرة أحسن الظن فيها بأي طرف سياسي.. قلت في الأخير متحسرة: يا فرحة ما تمت أخذها الحوثي وراح, فقد تم اقتحام مقر الصحيفة واحتلالها بحجج واهية و ذرائع كاذبة..
حدث هذا في ظل تخاذل وصمت المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمحروس جمال بن عمر واتحاد الصحافة الدولية وحتى من الشباب الذين كانت الصحيفة منبرهم وصوت ثورتهم..
وليت الأمر اقتصر على تكميم الأفواه والاعتداء على الحريات..
بل امتد الضرر إلى عدد من الأسر التي فقد عائلها لقمة عيشه..
وأنا شخصياً عندما سمعت بخبر اقتحام الصحيفة وضعت يدي على رأسي وقلت الله" لا سامحك يا حوثي قطعت رزقي"..
أنا هنا أتحدث عن صحيفتي ومنبري من باب الوفاء لها.. وأعلم أن هناك الكثير من وسائل الإعلام قد تعرضت للضرر و الاعتداء..
الوفاء لصحيفة منحتني مساحة حرة أكتب فيها ما أشاء..
صحيفة لم تحجب لي مقالاً وإن خالف رأيي سياستها..
وأكبر دليل أنني لم أكن من الثوار ولم أتفاعل مع الثورة وكنت أسميها "فتنة" في حين كانت هي صحيفة "الثورة" ومنبر الثوار ومع هذا كنت أكتب فيها بكل حرية..
الوفاء لصحيفة تحترم كتابها وهي دون غيرها على الإطلاق تعطيهم حقوقهم بالكامل بزيادة دون نقصان..
وفي الأخير أقول إن الحوثي ولجانه أساءوا إلى أنفسهم بمثل هذه الأفعال..
وأتمنى أن يتقبلوا نصيحتي التي قدمتها لهم في مقال سابق بعنوان" من أراد أن يطاع.. يخلي قلبه وساع"
ويدع القدر يخرج بخاره حتى لا يتحول إلى قنبلة موقوتة
أحلام القبيلي
أخبار اليوم..ياااا قوم 1901