تأملت في حالنا وما وصلنا إليه.. وبحثت عن السبب..
ومن السفهاء الذين نذكرهم في دعاءنا قائلين ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وماذا فعلوا؟
فوجدت أن أول وآخر وأكبر وأهم أسباب الخراب والدمار في البلاد هي الحزبية والتحزب والأحزاب.
الحزبية البغيضة والأحزاب اللعينة والتحزب الملعون..
الذين حرثوا القلوب وزرعوا فيها العداوات فجنينا البغضاء والكراهية والتخاصم والتقاتل..
تارة باسم الدين وتارة باسم الوطنية والقومية..
ومن السفهاء الذين أخذنا الله بذنوبهم ساسة عملاء باعوا الأرض والولاء.
تحركهم المصالح و تستخدمهم القوى الخارجية..
لا هم لهم إلا كيف يبقون في السلطة أو كيف يصلون إليها..
أو كم ستكون حصتهم منها..
فإما أن يكونوا فيها وإلا فسيحرقون البلد وما فيها..
و من السفهاء الذين آخذنا الله بما فعلوا علماء ومشايخ ودعاة تحزبوا وعملوا تحت لواء الأحزاب و رفعوا راياتها وعملوا من اجل إعلاء كلمتها والتمكين لها..وانشغلوا وشغلونا بأمور الكراسي والحكم حتى نسينا شرائع الدين وأحكامه..
وكان أحرى بهم أن ينشغلوا بقول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إرشاد الناس إلى الصراط المستقيم دون تحيز أو مجاملة..
ودون أن يكونوا ناطقين رسميين باسم أي طائفة أو حزب أو ممثلين لأي جهة..
و من السفهاء الذين آخذنا الله بذنوبهم إعلاميو سوء جعلوا من أنفسهم أبواقا للفتن و أصواتا للشر و منابر للتحريش بين الناس وإذكاء نار العداوة والبغضاء بين جميع الطوائف واستخدموا في ذلك كل الأساليب القذرة و الممقوتة والمحرمة شرعاً و عرفا..
فكانوا بالفعل سلطه رابعة يستخدمها إبليس وأعوانه في تدمير الأرض..
ومن السفهاء أيضا ناشطون وناشطات مهتمون بمتابعة الميكرفونات والكاميرات زاعمين أنهم يدافعون عن الحقوق والحريات و هم في الحقيقة وجه آخر للأحزاب والتنظيمات.. وبعضهم يتاجر بقضايا البلاد والعباد وجراحهم وآلامهم بحثاً عن الشهرة والجوائز..
و يصدق عليه المثل القائل:
صلى وصامَ لأمر كان يقصده
لما انقضى الأمر لا صلى ولا صامَ
"ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
أحلام القبيلي
بذنب هؤلاء السفهاء 2869