الكذب هو الخبر الذي يخالف الواقع وهو من فواحش العيوب وكبائر الذنوب ومن علامات النفاق ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال : نعم. أيكون المؤمن جباناً؟ قال : نعم. أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا.
وقد أخبر الصادق المصدوق أن الكذب سيفشو في آخر الزمان حتى يحلف الرجل على الكذب ولم يستحلف.
وقد فشا الكذب ولم يعد مقتصراً على بداية شهر أبريل , بل أصبح سلوكاً يمارسه الأفراد والجماعات ، الشعوب والحكام , الرجال والنساء , الصغار والكبار وفي كل الأوقات والمناسبات دون استثناء وبسبب وبدون سبب.
أخوان بالكذابة:
ونبدأ برضاعة الكذب منذ الأيام الأولى في حياتنا الدنيا وحتى أول أيام الآخرة ولاشك أن للكذابة التي تضعها الأم في فم وليدها بدلاً من رضاعة الحليب كبير الأثر في نشأتنا على الكذب وممارستنا إياه من المهد إلى اللحد وأغلب ما يدور في زماننا هذا يبدأ بالكذب ولكنه حتماً ما تظهر الحقيقة، لأن حبل الكذب قصيرودعونا نستعرض صنوفاً من الأكاذيب :
رسائل الموبايل:
أنت القمر اللي نور حياتي ودنيتي ، أنت الهوى اللي بدونه ما أعيش، رغم أن المرسل لا تربطه بك سوى علاقة سطحية جداً جداً.
صور الأدباء والكتاب في الصحف والمجلات , حيث يعمدون إلى نشر صورهم أيام الشباب وزمان الصبا وقد بلغوا من الكبر عتيا ولا أدري لماذا؟
برامج الأحزاب السياسية ووعود المرشحين في أي انتخابات، حتى انتخابات مجالس الآباء في المدارس.
أحجار الأساس التي يفوق عددها "دباب" الماء في تعز.
هتافات المتظاهرين من أجل العراق وفلسطين.
الأدب والثقافة والديمقراطية وحقوق المرأة.
وبالكذب تُغتصب الحقوق وتستعمر الدول ويفرق بين الأحبة.
سياسة الكذب وكذب السياسة:
وفي السياسة الكذب هو القاعدة، بل إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق، وقد روي عن تشرشل حينما شاهد قبراً مكتوباً عليه: " هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم"
قال ضاحكاً: هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد".
alkabily@hotmail.com