محور إيران وأذرعها في المنطقة استغل القضية الفلسطينية ومشروع حرب التحرير لتحقيق أهداف تتعلق بإعادة إنتاج الإمبراطورية الفارسية، مستفيدًا من رغبة الشارع العربي والإسلامي وتوقه لتحرير فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى.
في هذا السياق لم تكن القضية الفلسطينية ومشروع التحرير سوى وسيلة إيرانية لحمل الرداء الإمبراطوري الفارسي إلى مناطق النفوذ السابقة للإمبراطورية الساسانية.
من جانبها، اعتمدت إسرائيل خطة مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة كوسيلة لتعزيز عملية التطبيع مع دول المنطقة وكسب مشروعية من شعوبها المتذمرة من التغلغل الإيراني ومشاريعه الطائفية، وبهذا، أصبحت المواجهة الإسرائيلية ضد إيران وأذرعها في المنطقة بوابة لإطلاق مشروع التطبيع الشامل تحت ذريعة حماية دول المنطقة من الهيمنة الإيرانية ومشاريع الاستعباد الطائفي.
في المقابل من ذلك كله غاب المشروع العربي الإسلامي التحرري، الذي يُعوّل عليه في تحرير فلسطين وحماية الأمة العربية من المشاريع الدخيلة، إذ لم يعد لهذا المشروع في الوقت الحالي صوتا ولا ذكرا، ولا ريحا ولا نفسا.
الحل يكمن من وجهة نظري في تبني مشروع إقامة الدولة الفلسطينية الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، ولكن هذا المشروع يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد مكوناته وأشكاله النضالية ، فضلاً عن إعادة صياغته بما يتناسب مع المتغيرات الراهنة، الأهم من ذلك هو: احتياج هذا المشروع إلى ميزان قوى يدعمه، بالإضافة إلى وسيلة ضغط فلسطينية نضالية تضمن نجاحه وتمريره، فإذا تعذر تمرير هذا المشروع عندما كانت إسرائيل في أسوأ حالاتها بعد “طوفان الأقصى”، فكيف يمكن له أن ينجح الآن بعد هذه الانتفاشة الإسرائيلية من جراء نجاح إسرائيل في تقويض قدرات حزب الله في جنوب لبنان.