ما أجمل تلك الكلمات التي يصدح بها المنشد/ عبدالقوي حيدر في إحدى روائعه قائلاً:
وفقني الله بمحبوبي
سُعد الموفق بمحبوبه
يفهم طباعي وأسلوبي
وافهم طباعه وأسلوبه
إن من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية واستمرارها التوافق بين الزوجين والتكافؤ الفكري والاجتماعي والثقافي والديني فإن توافقا في ذلك فقد وفقا وتوفقا أحسن التوفيق واهم عوامل وأسباب التوفيق:
الدعاء : قبل أن يرزقك الله الزوج الصالح قال تعالى "ادعوني استجب لكم" وكان الصحابة رضوان عليهم يسألون الله حتى الملح ثم إذاً استخر واستشر فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار ومن الأسباب أيضاً :
التوافق والتكافؤ :
يقول المثل اليمني عن أهمية تكافؤ النسب و التكافؤ الاجتماعي : " من تزوج من غير جنسه ظلم نفسه".
ومعناه: من تزوج من غير طبقته الاجتماعية فقد أساء إلى نفسه
فإن كانت ارفع منه تعالت عليه
وان كانت دونه احتقرها
وهذه ليست دعوة للعنصرية, ولكنه الواقع الذي نعيشه, فالعادات والتقاليد عندنا تختلف من أسرة إلى أسرة ومن قبيلة إلى قبيلة فما تقبله قبيلة قد تعتبره الأخرى عار وعيب ولا تسمح به, ولا يستطيع الفرد أن يتنصل من هذه القوانين أو يتجاهل هذه العادات ، هذا إن كان يرفضها هو فكيف إذا كان ممن يؤمن بها.
واعرف أسرة كادت أن تفسخ عقد الزواج بسبب أن أسرة العريس تود إقامة حفلة العرس في صالة للأعراس وهي تعتبر ذلك مما يقطع دونه الرقاب وتسيل لأجله الدماء.
ولي صديقة من أسرة منفتحة لا تمانع في تعليم الفتاة أو حتى في خروجها للعمل وتزوجت من شاب من أسرة "معقدة ومتشددة" كل شي عندهم عيب فكان زواجها أشبه بسجن مؤبد ولا شك إنها لن تطيق ذلك.
واعرف رجل من أسرة عريقة خالف أهله وتزوج من امرأة " غير قبيلية كما يقولون" وتبرأ منه أهله
وغادر قريته بصحبتها ولما دخل السجن في قضية ما ,جاءته زوجته ومعها رجل آخر لتقول له أنها ستفسخ زواجه وتتزوج من هذا الرجل.
فان الحب قد يكفي لفترة محدودة فقط ،بل أنه سريع الزوال وبعد فترة قصيرة سينكشف الغطاء ويظهر الفارق وتجد لسان حالهم يقول:
لا أنت من ثوبي
ولا أنا من ثوبك
هذا أنا أسلوبي
ما يعجب أسلوبك
بالرأي ما نتفق
أحسن لنا نفترق
وكما يقول المثل
حلاة الثوب رقعته منه فيه
و كلن يأخذ من بيئته يكون أفضل 100%
إلا أن التقارب والتكافؤ الفكري والثقافي بين من يريدان الزواج قد ينجح في تجاوز وإزالة الفوارق الاجتماعية والطبقية.
متفاهمون:
ومن التوفيق أن تجد في شريك حياتك مرآة لأفكارك وطموحك ومشاعرك , وأن يكون بينهما نوع من التقارب في الشخصية والطباع ، فالإنسان الشاعري والعاطفي لن ينسجم مع امرأة عملية لا تعرف المشاعر ولا تعترف بالعواطف وكيف ستعيش امرأة طموحه مع رجل لا يعترف بآدمية المرأة وحقها في الحياة
ولا اعني بهذا ذوبان الشخصيات لكني أعني الاحترام والاهتمام ومحاولة الانسجام وإلا سيكون الحال كما قال الشاعر:
بالرأي ما نتفق
أحسن لنا نفترق
العريس جد العروس:
ولابد من التقارب في العمر بين الزوجين فان الفارق العمري بينهما سيسبب وجود كثير من الاختلافات والخلافات الأسرية فما تحبه هي لا يحبه هو , وما ترغب فيه لم يعد يمثل له سوى انه لعب عيال وهبالة
سيختلفون في الأفكار والأمنيات والرغبات هي تتمنى حياة سعيدة وهو يتمنى حسن الختام وهي تحلم بالمستقبل وهو يعد نفسه للرحيل ، وكما حدثتني احد معارفي وقد تزوجت رجل في سن أبيها أن علاقتها به علاقة رسمية وأشبه بالعلاقة الأبوية.
وأنا شخصياً لا احتقر شخص مثلما احتقر ذلك الشايب المتصابي الذي يبحث عن عروس في سن أحفاده
لأني أراه يبحث عن متعة لا عن شريكة حياة وكم من الأوزار سيتحملها ذلك الأب الذي يبيع ابنته كسلعة رخيصة لمن يكبره هو سناً ليقبرها في الحياة ويجبرها على قبول من سبقها في العذاب:
يا أمه أبي باعني
يا أمه لدنيا العذاب
وسيب أزهار عمري
تضما وتشرب سراب
واني صبيه على درب المحبة شباب
عروسة تلعب بالعروسة:
كما أنني ضد زواج الصغيرات , لأن الزواج يا جماعة مسئولية تنوء عن حملها الجبال فكيف تستطيع حملها بنت التاسعة آو العاشرة وكيف ستعيش مع طفله " وتركن عليها ترعى بيت" وتكون أسرة وتنشئ جيل؟؟؟
إن من يرضى عن مرتكبي هذه الجرائم من الآباء ويوافق أولئك الباحثين عن المتعة في أحضان الأطفال, إنما يتحملون أوزاراً عظام وسيسألون عنها يوم القيام ،سيقولون الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها، وعلى فكره " إحنا ما نؤخذ من الدين إلا ما يرضي رغباتنا ويوافق أهوائنا ثم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأين انتم منه , وعائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها لم تكن صغيرة في ذلك الوقت بل كانت في سن الزواج ,ثالثاً تزوجها الحبيب المصطفى لحكمة ربانية ولم يتزوجها لرغبة شهوانية
وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: خطب أبوبكر وعمر "فاطمة" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها صغيرة" فخطبها "علي" فزوجها منه" وقد بوب له الإمام النسائي في السنن الصغرى " فزوج المرأة مثلها في السن".
زواج أم عقوبة:
ولن يتوفق الإنسان في حياته الزوجية إذا اجبر على الزواج بمن لا يرضاه ولا يحبه .
يقول الدكتور يوسف القرضاوي: " إن من أبعد الأمور عن المنطق والفطرة أن تفرض شراكة مؤبدة على شريكين لا يرتاح احدهما للأخر ، إن فرض هذه الحياة عقوبة قاسية وإنها شر من السجن المؤبد بل هي الجحيم الذي لا يطاق ، وقديماً قال احد الحكماء " إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك .
وإذا قيل هذا في الصاحب الذي يلقاه الإنسان أياماً في الأسبوع فكيف بمن هو قعيد بيتك وصاحب جنبك وشريك حياتك"، كما أني لا أدري كيف يقبل بعض الرجال على أنفسهم الزواج من فتيات يعلمون أنهن لا يرغبن بهم وعنده علم مسبق بأن قلب من يطلبها يهوى غيره ولن أقول لأمثال هؤلاء أين الرحمة وأين الإنسانية لكن سأقول لهم أين الكرامة والغيرة والأنفة " ولو كنت رجلاً ما قبلت الزواج منها وان كانت أخر نساء الأرض.
هذا من الجانب الإنساني أما الجانب الديني فيقول:
لا يجوز قطعا للأولياء إجبار المرأة البالغة أو الابن البالغ على النكاح بدون مراعاة رغبتهما ورضاهما، فإصرار الأولياء على آرائهم واتخاذهم أساليب التهديد للإجبار على نكاح ما, إنما هي محاولة فاسدة لحرمانهما من الحقوق التي أعطتهما الشريعة الإسلامية .
و إن انعقاد النكاح يتوقف على إظهار الرضا وقت النكاح، و إذا ثبت لدى القاضي الشرعي أن الأولياء اتخذوا أسلوب الجبر والإكراه في نكاح المرأة البالغة، والمرأة غير راضية باستمرارية هذا الزواج، وتطالب بالفسخ، وزوجها لا يرضى بالطلاق أو الخلع، فيحق للقاضي الشرعي فسخ هذا النكاح دفعاً للظلم .
أقوال:
ما يزاوج بالأرض إلا وقد زاوج بالسماء
اللي بيتجوز اكبر منه بيكثر همه
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
وفقني الله (5) 3666