قال المؤرخ والعلامة/ ابن خلدون في مقدمته الشهيرة في فضل أهل البادية:
أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر وسببه أن النفس إذا كانت على الفطرة الأولى كانت متهيئة لقبول ما يرد عليها وينطبع فيها من خير أو شر ، وأهل البدو وإن كانوا مقبلين على الدنيا مثلهم، إلا أنهم في المقدار الضروري، لا في الترف ولا في شيء من أسباب الشهوات واللذات ودواعيها، فعوائدهم في معاملاتهم على نسبتها وما يحصل فيهم من مذاهب السوء ومذمومات الخلق بالنسبة إلى أهل الحضر أقل بكثير ، فهم أقرب إلى الفطرة الأولى وأبعد عما ينطبع في النفس من سوء الملكات بكثرة العوائد المذمومة وقبحها فيسهل علاجهم من علاج الحضر.
 وقيل أيضا:
تعتبر البادية وحياة البادية رغم بساطتها في بعض الأمور وقسوتها في أمور أخرى منشأ الأنبياء والحكماء وملجأ للصالحين والزهاد والعباد، فمن جهة كونها منشأ الأنبياء والحكماء.
 يروى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال ( ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم "فقال أصحابه وأنت " فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)، ومفهوم أن رعي الغنم لا يكون إلا في البوادي.. ومن جهة ثانية كون البادية ملجأ وملاذاً للصالحين والزهاد والعباد.
 وقرأت لأحد شعراء الخليج قصيدة رائعة، يفخر فيها الشاعر بأصله البدوي رداً على فتاة حضرية سخرت منه فقال:
قالت بدو
وصدت وقالتها بقرف
بنت الأكابر والترف
متكبرة .. متعالية
يعني بدوي يقعد طرف
قالت بدو
والمعنى دون المستوى
ماحنا وياها سوى
احنّا بنظرها من نكون ؟
ريشة يطيرها الهوى
مفهومها حنّا عدد
رقم ٍولا أكثر بعد
يعني مجرد تكملة
وإلا فهي أصل البلد
قالت بدو
تعني صفر على الشمال
هذا على أحسن احتمال
تصدر حكم ، ما تلتفت
تحكم ولا تترك مجال
قالت بدو
متصورتني باستحي
وأترك مكاني وانتحي
وتفاجئت .. تغيرت .. تلعثمت
ما تدري أني بافتخر .. ولي الفخر !!
حنّا بدو
حنّا عمى عين العدو
حنّا البداوة وضعنا
وأهل الوفا هم ربعنا
حنّا نتفاخر بأصلنا
يا بنت هذا طبعنا
ما هي بداوة تلفزيون .. ولا مسلسل أردني
بس بدوي بالميكرفون .. ولا هد سيفه ينثني
حنا البدو
حنا معاني سامية
نروي السيوف الضامية
نرد المنايا ما نهاب
لو هي سعاير حاميه
حنا بدو
يا بنت ياللي تضحكين
قلتي : ابدوي تستهزئين؟
غرك لباسك الأجنبي
والمشكلة ما تعرفين
أن البدو أصل العرب
حنا بدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
إنا بدو
حنّا بدو
حنّا بداوتنا شيم
دين وقيّم
معنى كبير
ما أظن مثلك يعرفه
لو تدعين المعرفة
شي عسير
ما أظن مثلك ياصلة
صعبه ولاهي حاصلة
كلمة بدو !!
تعني التمسك بالجذور
ما هو التخلف والجهل
ولا بعد حب الظهور
كلمة بدو
تعني الشمم
فعل وكرم
مبدأ حضارات الأمم
حنّا القمم
نارٍ على رأس العلم
ورغم الفقر
نخاف من قولة أفا
ونتعب على قولة نِعِم
ونعيش عاليين الهمم
من فضل ربي ما نخون
نرعى الذمم
يا أسمن أنواع الحريم
يا عايشه على الريجيم
يا آنسة
يا عانسة
يا ضايعة ومستانسة
يا تارسة وجهك صبغ
يا تارسة عينك شدو
حنّا البدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
إنا بدو
ياللي تقولين ابدوي
أنا ابدوي
ولي الفخر أني ابدوي
عزمي قوي
ما أخون
ما أبوق الخوي
يبدأ نهاري بالصلاة
وأصارع أمواج الحياة
ما ضاقت الدنيا أبد
ولأني من أصحاب الحسد
أرفع ايديني للسما
وأطلب من الله واستخير
ما أقول يمكن ربما
ولا يصير .. أو ما يصير
محافظ على الخمس الفروض
واضح ولا أحب الغموض
ولا أتلون والتوي
لاني ابدوي
متمسك بأصالتي
ولا أغير لهجتي
أنا ابدوي
في فزعتي
وفي قومتي
وبقعدتي
وفي مشيتي
وفجلستي
وفي كلمتي
وبنخوتي
وحتى عقالي ولبستي
ولو قلتي عني فوضوي
ما ضرني
بالحيل يا بنت ابدوي
ويسرني أعرف .. من أنتي ؟
ومن أنا ؟
والفرق واضح بيننا
تدرين وأدري من أكون ؟
ويكفينا نعرف بعضنا
أنتي مثل عمر الزهور
مالك عمر
مالك سنين
شهرين ويجيك الجفاف
وتذبلين
وتصبح ألوانك باهتة
وأنا جذوري ثابتة
ماخذ من الصحرا الهدو
وإن كان هذا يسعدك
حطي على راسك يدك
هالمرة لا قلتي بدو
يا تارسه وجهك صبغ
يا آنسة
يا عانسة
يا ضايعة ومستانسة
يا تارسة وجهك صبغ
يا تارسة عينك شدو
حنّا البدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
أنّا بدو
 إضاءة:
 جعل الله تعالى مقياساً واحداً للتفاضل بين الناس، قائلاً جل من قائل " إن أكرمكم عند الله اتقاكم"
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
 وكيل آدم على ذريته
 alkabily@hotmail.com