(كلكم) .. مش رئيسكم:
إن مسؤولية هذا الوطن تقع على عاتق الجميع.. صغاراً وكبارا.. رجالاً ونساء,وكل في موقعه وليس كما يروج البعض أن الرئيس وحكومته فقط هم المسؤولين , فانشغلنا بعيوبهم عن عيوبنا ,وبتغييرهم عن تغيير ما
بأنفسنا.. ولو تأملنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لعرفنا أن المسؤولية مشتركة بين الجميع.. فقد قال الصادق المصدوق:" كلكم" ولم يقل بعضكم أو نصفكم ,
أو رئيسكم أو حزبكم
قال: (كلكم).. فالكل مسؤول.
والمعلم الذي لا يخلص في عمله ولا يؤديه على الوجه الأكمل.. فيخرج من تحت يديه الطبيب الجزار، والمهندس الفاشل، والصحفي المنافق، والوزير الظالم راع ومسؤول عن رعيته ," والمعلم طبعا لم يعينه الرئيس,
ولو لم يعينه الرئيس با تخرجوا تعملوا مظاهره" ، والموظف في أي وزارة الذي يبيع ذمته مقابل ألف أو ألفين ولا ينجز معاملات الناس إلا بحق القات؟, راع ومسؤول عن رعيته.
والطبيب الذي يتعامل مع صيدليه معينه ومختبر يملكه صاحبه مقابل عمولة ويثقل كاهل المريض بإجراء فحوصات ما "لهاش لزمة" راع ومسؤول عن رعيته.
ورب البيت الذي ينفق ما يجمعه طوال اليوم من مال بعرق جبينه ليشتري به ربطة قات ويحرم أبناءه,, راع ومسؤول عن رعيته " ورب الأسرة طبعاً لم يعين من قبل الرئيس".
والمواطن الذي يبيع صوته باختياره غير مجبر في الانتخابات راع ومسؤول عن رعيته والصحفي الذي لا يراعي الله تعالى في مهنته فيكذب ويلفق ويزوّر , أو يطبل ويزمر راع ومسؤول عن رعيته ، والعالم الذين لا يأمر
بالمعروف و لا ينهى عن المنكر راع ومسؤول عن رعيته .
إذن كلكم راع ومسؤول عن رعيته والمسؤولية مشتركه , كلنا مسؤولون أمام الله.. فليس من الإنصاف أن نجعل الرئيس شماعة نعلق عليها كل الأخطاء.
ومن يستطيع حكم اليمن:
أما قول الخليفة عمر رضي الله عنه وأرضاه" والله لو تعثرت دابة في العراق لعلمت أن الله سيسألني عنها".. فذاك عمر بن الخطاب, وعمر وولي على مثل علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وعمرو بن العاص
أما علي عبدالله فقد ولي على أمثالنا ستقولون: وما بنا؟ وماذا تقصدين؟ ما احناش بشر, أو صدقتي أن إحنا ثعابين؟.. أقولها بصراحة: من ذا الذي يستطيع حكم اليمن يا عباد الله؟وكل واحد حكمه من رأسه حتى
صاحب البقالة حقنا، ولا تستطيع فيها أن تنفذ حكم على خارج عن القانون أو مجرم أو مخرب, فأنت أمام ثلاثة خيارات:
أما أن تتركه يفعل ما يشاء, أو تسترضيه بالمال ليهدأ, أو تحاول تنفيذ القانون بالقوة وإذا حاولت ذلك فلن تكون أمام مخرب أو مجرم واحد فقط لا غير لأن القبيلة والعشيرة كلها سيتحولون إلى مجرمين ومخربين.
من يستطيع حكم اليمن والشيخ رئيس أكبر من الرئيس والقبيلة دولة داخل الدولة و لا يستطيع الرئيس أو مليون رئيس أو حتى أميركا أن ينفذ قوانين البلاد عليه وعليها.
اضرب لكم مثل بسيط يمكن تفهموا كلامي أكثر: كلنا في اليمن منتظرون أيش تقدم لنا اليمن لكننا لا نفكر مجرد التفكير أن نقدم لليمن شيئاً، وإذا قدمنا شيئاً فنحن بانتظار المكافأة على ذلك وإلا تحولنا إلى معارضه وجبهة شر..
ألا ترون بعض القبائل والمشائخ يقفون إلى جانب الدولة في صد أي عدوان أو ردع أي تخريب يمس البلاد.. فإذا ما انتهت الأزمة وانتصرت البلاد طلبت القبيلة أو الشيخ المكافأة على ذلك, سيارات فارهة, مناصب عليا
في الدولة, درجات وظيفية, منح للخارج، ويا ويل الرئيس إذا لم يلب رغباتهم لأنهم حتما سيتحولون إلى جبهة ضد الدولة " صح أو أخطينا عليكم يا جماعه" وتقولوا لي تشتوا دولة نظام وقانون.
اقتراح:
كنت قد اقترحت عليكم استيراد حكام من الصين, بس أنتم عارفين ليش من الصين؟
لأن البضاعة الصينية سريعة العطب, وما تدومش, والحكام العرب ما شاء الله عليهم وكالة وضمانة نصف قرن وحبذا لو نستورد معارضة أيضاً لكن ما تكونش البضاعة صينيه لأن إحنا نفتقد المعارضة الأصلية وكل
الموجود عندنا تقليد ديمقراطية آخر زمن:
ومن عجائب الديمقراطية العربية, أن يأتي رجل مثل البرادعي, شاهد الزور في قضية احتلال العراق , وأحد أسباب تمزق الأمة لينافس على رئاسة المحروسة مصر, ويتحدث باسم الشعب المصري الذي لم يعترف به
ويطالب بطرد الرئيس/ حسني مبارك ـ والله ديمقراطيه آخر زمن.
جنون الشارع المصري:
لا يزال الشباب المرابطون في ميدان التحرير المصري مصرون على عدم المغادرة إلى أن يرحل الرئيس "مبارك" ولم ينل رضاهم حتى بعد تنفيذ مطالبهم, وإعلانه أنه سيسلم الحكم بالطريقة السلمية وهذا برأيي سفه
وجنون , وليس من شيم الكرام فعل هذا، وكما قالت إحدى المصريات " لو واحد قالوا له سلم السوبر ماركت حيحتاج أسبوع علشان يخلي عهدته" ومشكلتنا نحن العرب التقليد كما قلت لكم سابقاً.. فالشباب المصري
يريد أن يطبق السيناريو التونسي بحذافيره وبالنص، أن يفر الرئيس إلى جده, وتهرب زوجة الرئيس ومعها طن ونصف الطن من الذهب.
يا شباب كل شعب وله خصوصياته, والرئيس/ مبارك مش "بن علي" الرئيس ـ مبارك مهما كانت أخطاؤه وذنوبه, إلا أن له من الحسنات من لا يستطيع إنكارها, والدليل بكاء المصريين الحارة بعد خطابه البارحة،
يعني على الأقل نقوله "عايزين نغير, بس با احترام" وأنا شخصياً ضد النذالة حتى مع الطغاة.
إضاءة:
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :" إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتمي لحزب".
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
قبيليات ساخنة 3487