بعيداً عن أحداث مصر والاحتجاجات والانتهاكات وعن حسني مبارك والبرادعي وكفاية والوفد والغد والمسلمين والمسلمات وعن أميركا والتصريحات والتوصيات وعن ميدان التحرير وقوى المعارضة والمؤيدين والمؤيدات و عن قناة سهيل والمهرجانات والاتهامات والصياح , وقناة اليمن والبرع والمزمار والندوات والمزايدات وعن قناة الجزيرة وإثارة الفتن والتحريش والمهاترات.
والله إن الأوضاع هذه قد دوختنا , وما عد عرفنا رأسنا من أرجلنا , وأصبحت دعوانا (ربنا أرنا الحق حق وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم انصر الحق واخذل الباطل) "أما إحنا فقد شوشوا علينا ، تصدقوا من كثرة ما اشعر بالضغط مما أشاهده على التلفاز أجدني اهرب من كل القنوات إلى قناة سبيس تون لمشاهدة حلقة أو حلقتين من مسلسل توم وجيري "علشان ينزل الضغط شويه وبعدها استأنف رحلة المشاهدة المضنية مع القنوات الأخبارية".
المهم بعيدا عن ذلك كله , بعيداً عن واقع لم يعد فيه ما يسلي على الخاطر, وإنما يبعث في النفس القلق والاكتئاب ويكدر الخاطر، كتبت لكم هذا المقال واعتبروه من باب إدخال السرور على قلوبكم, وهو عبارة عن مجموعة من الطرائف والقصص المسلية " المعبرة عن واقع نعيشه.
الدكتور والدود:
زادت الأخطاء الطبية في بلادنا بشكل مخيف وأصبح المريض يفضل الصبر على المرض, ويرفض الذهاب إلى الطبيب ,أو أنه يفضل العطار ويعالج نفسه بالأعشاب وحال الأطباء في بلادنا يشبه حال هذا الدكتور في الطرفة التي تقول:
إن احد الآباء أرسل ابنه إلى الخارج لدراسة الطب وبعد سنين عاد الابن ولم يحمل معه أي شهادة لأنه كان فاشلاً في الدراسة، فاستقبله أبوه بعزومة كبيرة حضرها الأهل والأصدقاء وأهل القرية , وفي الليل وبعد مغادرة الضيوف اعترف الابن لوالده انه فشل في الدراسة، فقال الأب: كيف فعلتني وأين أسير من الناس؟!.
قال الابن : لاتزعلش يا ابه أنا اعرف أعالج الدود , افتح لي عيادة وما عليك.
ففتح الأب لابنه عيادة , وكان كلما جاءه مريض يشكو رأسه أو بطنه أو أسنانه يصرف له علاج الدود.
وفي يوم من الأيام جاءه رجل قد كسرت يده وقال له: يا دكتور أنا طلعت الشجرة وسقطت واكتسرت يدي.
قال له الدكتور: أنت عندك الدود روح اشتري هذا العلاج.
قال المريض : اقلك يدي مكسورة تقول عندي دود.
قال الدكتور : لو ما عندك دود ما تطلع الشجرة علشان تسقط وتكتسر يدك.
أخوان بالصياعة:
تضحك معه وتجلس إلى جواره وتحدثه في كل صغيرة وكبيرة رايحين وجايين, ويراجعوا الدروس ويشربوا الشاهي, ويفسر لها أحلامها ويقلها آخر نكتة حتى تظن أنه أخوها بالرضاعة ولكنك تتفاجأ بأنهم إخوان بالصياعة وتقلك زميلي بالعمل, زميلي بالكلية, مندوب الدفعة, وجارنا وابن حارتنا وابن عمي واتربينا سوى , ومثل أخي.
يذكروني بقصه ذكرها زيد بن عنان في كتابه اللهجات اليمانية قال:
مر رجل مع معشوقته نص الليل فرآهم الحارس وقال: ليل يا أهل الليل " من هذه المرة الذي معك؟
قال الرجل : أمي شاسير أداويها عند الحكيم ، فلحق بعدهم فعرف أنها عشيقته فقال له: هنيت لك بالجنة والطاعة كيف بتطيع أمك.
التقليد تعب:
ولكل المقلدين , غير المبدعين, حتى في الثورات والانتفاضات, مثل من يريدون أن يطبقوا الثورة التونسية بالنص في بلدانهم, يعني ضروري الحاكم يهرب وضروري يهرب جده, يعني لو هرب دبي ما تصلحش الثورة لهؤلاء طرفة تقول:
إن واحد أهبل راح يشتري قرآن علشان يعلم أهل القرية اللي كلهم مثله, فخدعه واحد و ادى له كيس وربطه وقاله : هذا الكيس ملآنه قرآن, كون دخل راسك واقرأ لهم وهم يقرأوا بعدك، فدفع له قيمة الكيس وعاد إلى القرية , وجمع أهلها وقال: اسمعوا قد اشتريت لكم قرآن وأنا بدخل رأسي وأقرأ وانتم اقرؤوا بعدي, و مثل ما أقول قلتم.
قالوا : تمام
فادخل رأسه وربطوا على رأسه علشان ما يخرجش القران وتفاجأ الرجل أن الكيس ملآن نوب "نحل" واخذ النحل يلسعه وهو يصيح:
نوب يا ناس نوب
وهم يردوا بعده : نوب يا ناس نوب
وهو يصيح : فكوا الكيس النوب أكليني
وهم يرددوا بعده بصوت واحد : فكوا الكيس النوب أكليني وهكذا إلى أن مات الرجل.
"واخرط اخرط مات":
وللصحفيين والإعلاميين الذين يروون كلاماً وينقلون أخباراً لا تتطابق مع الواقع لهم طرفتان لأنهم كثيرون كلام:
زمزم رجل وسيم:
يحكى أن رجلاً زعم انه ذهب إلى مكة المكرمة للحج , فسأله أحد الحاضرين إلى منزله لتهنئته بالعودة سالماً عن زمزم، فرد عليه قائلاً زمزم رجل وسيم, ولحيته كبيرة.
فقال شخص آخر : زمزم بئر وليس رجلاً.
قال : يوم كنت هناك كان رجال, مدري لاهم قد قلبوه بعد ما جيت.
وقيل أن رجلاً زعم أنه ذهب المعركة وعاد , فجاءه الناس يسألونه أيش أخبار فلان , وهو يقول فلان قتل, وفلان أسروه , وفلان مجروح.. فانتبه له أحد الناس, وعرف أنه كذاب وقال له: واخرط اخرط.
فرد عليه بسرعة دون تفكير: واخرط اخـرط مات.
سيارة الوطن واقفة:
ما تقوم به السلطة والمعارضة في الدول العربية يشبه طرفة جميلة تقول:
ثمانية رجال أشداء أقوياء يحاولون دفع سيارة للأمام ولكنهم لم يستطيعوا؟؟
ليش؟؟
لأنه أربعة منهم يدفعوها من قدام وأربعة يدفعوها من وراء في آن واحد.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
سلَّي على خاطرك 2870