قال مسئولون يمنيون وأمريكيون الخميس انه في الوقت الذي خطط فيه المتظاهرون المناهضون للحكومة بجولة جديدة من التظاهرات الجمعة , انخرط الرئيس علي عبدالله صالح في مفاوضات جادة حول توقيت وشروط نهاية حكمة منذ 32 عام.
ولكنهم حذروا انه لم يتم التوصل إلى اتفاق,وأن السيد صالح ظهر متحديا ليتحدث على شاشة التلفاز بلهجة مليئة بالاستهزاء بالمحتجين المناهضين للحكومة وعرض عفوا عاما عن العسكريين المنشقين إذا ما عادوا إلى صفوف الجيش.
ومع ذلك, يبدوا أن حركة الاحتجاجات على مدى أربعة أسابيع قد اكتسبت زخما وذك مع انشقاق مجموعة من القادة العسكريين ومسئولي الحكومة والدبلوماسيين الأسبوع الماضي.
ورفض المحتجون عرض صالح الأخير بالرحيل عن السلطة في نهاية العام.
وتحدث السيد صالح مساء الأربعاء مع أقوى قائد عسكري في البلاد اللواء علي محسن الأحمر الحليف القديم والذي تخلى عن الرئيس هذا الأسبوع ووجه قواته لحماية المتظاهرين.
كما تحدث اللواء الأحمر على التلفاز الثلاثاء وقال انه لا يسعى لمنصب سياسي. مضيفا " الحكم العسكري في العالم العربي قد عفا عنه الزمن."
وأوضحت بعض التقارير ان كلاهما قد ربما يتنحى في غضون أيام أو أسابيع لافساح الطريق لتشكيل حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد .
ولكن قال مسئول رفيع المستوى كان يتابع الإحداث في اليمن عن كثب إن التعقيد الهائل في المجتمع القبلي اليمني, وتاريخ صالح الذي هو على حافة الهاوية يدفع إلى الحذر.
وأضاف المسئول الذي رفض ذكر اسمه "الافتراض العام هو أن الرئيس أيامه باتت معدودة, ولكن يبدوا انه مصمم على تحديد هذه الأيام بنفسه."
وحذر المسئول إن مفاوضات بشأن رحيل السيد صالح " تجري في غرفة سرية " ولكنها مفاوضات تضم 20 أو أكثير من ممثلي الفصائل اليمنية وغالبا من خلال الوسطاء.
ووفقا لعدد من التقارير فان المفاوضات يتم مراقبتها من قبل ممثلين من المملكة العربية السعودية, جارة اليمن الثرية, ومن السفارة الأمريكية في اليمن والتي طالما اعتمدت على صالح كحليف ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال المسئول الأمريكي " نريد أن نعبر عن تأييدنا للانتقال السلمي ولكنا قلقين بشأن المسائل الأمنية الخاصة بنا."وكذلك لا نريد أن نأخذ من الجانبين."
وألقى زعيم قبلي مهم أخر دعمه للحركات الاحتجاجية المناهضة للحكومة الخميس مما زاد الضغط على صالح.
أعلن الشيخ سنان أبو لحوم الزعيم في تحالف قبايل بكيل عن موقفة من خلال اتصال هاتفي بالاعتصام لمناهض للحكومة.
وقال ابو لحوم المتواجد في الولايات المتحدة لأسباب صحية "عمري وحالتي الصحية لا يسمحان لي بالمشاركة مع الشباب " وحث اليمنيين على المشاركة في الثورة من اجل اليمن.
وجاء الإعلان تبعا للشيخ الأكثر نفوذا صادق الأحمر زعيم تحالف قبائل حاشد القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس.
وتسارعت الانشقاقات بعد مقتل أكثر ما لا يقل عن 50 شخص الجمعة الماضية من قبل قناصة يتبعون الحكومة .
وقال محللون إن الانشقاقات كانت بسبب جرم قتل الابريا والمدنيين في الثقافة القبلية اليمنية.
وقال ياسين سعيد نعمان رئيس ائتلاف المعارضة السياسية في مقابلة ان السيد صالح "يريد انتقال سلمي للسلطة."ولكن المعارضة رفضت عرضه ليتنحى بحلول نهاية العام .وأضاف نعمان الانتقال ينبغي أن يترك الرئيس في السلطة أكثر من شهر أو شهرين.
السيد نعمان الذي تمت مناقشته في نطاق واسع كرئيس للوزراء محتمل في الحكومة المؤقتة قال إن شروط رحيل الرئيس لم تعد تتوقف على المعارضة السياسية وإنما تعتمد على الناس في الشوارع.
وكان من المتوقع أن تكون مظاهرة الجمعة اكبر التظاهرات بالنسبة للطرفين المؤيدين والمناهضين.
وأطلق المتظاهرين المناهضين للحكومة على يوم الجمعة"يوم الرحيل "وسوف يحتشدون بعد الصلاة في ساحتهم المعتادة في جامعة صنعاء.
وقبل أسبوع احتشد ما يقارب 100.000 متظاهر مناهضين للحكومة لصلاة الجمعة قبل أن يطلق القناصة النار عليهم.
ودخل عدد كبير من رجال القبائل المواليين لصالح الأربعاء للالتفاف حول رئيس الجمهورية والذي من المعتقد ان يتم دفع لهم مال من قبل الحكومة.
وزعمت وكالة الإنباء اليمنية سباء أن اثنين مليون من المواليين للحكومة سوف يحتشدون الجمعة في الميدان الرئيسي صنعاء لما أسموه بيوم التسامح.
وفي الوقت نفسه كانت هناك تقارير عن اشتباكات طفيفة في إنحاء البلاد بين قوات الجيش الموالية لصالح وبين التابعين للواء الأحمر .
ففي الجوف المنطقة الشمالية على الحدود السعودية المعروفة بملاذ للمتمردين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة قالت تقارير محلية ان مسئولين حكوميين قد اضطروا للخروج من المنطقة .وقال زعيم قبلي أن اللجنة الشعبية تؤدي ألان كل الواجبات الأمنية والإدارية.
صحيفه نيو يورك تايمز الامريكية
زعيم اليمن يتحدث عن الرحيل لكنه لا يزال متحدي 2520