;
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية

حشود من اليمنيين تحتفل بنقل صالح للسلطة 2627

2011-06-07 02:02:37


بقلم: أرنستو لوندونو وسودارسان راغافان

بعد ساعات من وصول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى السعودية لتلقي العلاج من جروح أصيب بها في هجوم صاروخي، تدفق الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة للاحتفال بما وصفوه بأنها أحدث الإطاحات التي طالت أحد حكام العرب الدكتاتوريين.

تقول فاطمة أحمد، 72 عاما، التي كانت من بين المحتفلين في ساحة التغيير بصنعاء: "لقد ولد الشعب اليمني مرة أخرى". رفرفوا الأعلام الوطنية وصبغوا وجوههم بألوان العلم الوطني وتبادلوا التهاني في العاصمة التي أصبحت مؤخرا ساحة قتال.

نقل صالح السلطة بشكل مؤقت لنائبه عبد ربه منصور هادي بعد أن أقل طائرة متجهة إلى السعودية في وقت متأخر من ليلة السبت. صالح أصيب في هجوم صاروخي بعد ظهر يوم الجمعة في دار الرئاسة.

نائب الرئيس التقى اليوم الأحد السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيرستين. ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ فإن هادي والسفير الأمريكي ناقشا الخطوات اللازمة للحفاظ على وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والميليشيات القبلية. كما تحدثوا عن المعارضة السياسية في اليمن، المعروفة باسم أحزاب اللقاء المشترك.

مسئولون يمنيون لم يعتبروا مغادرة صالح البلاد بمثابة تنازل عن السلطة، لكن محللون يقولون إن حليف أمريكا في الحرب ضد القاعدة من غير المحتمل أن يعود كرئيس للبلاد.

وعلى الرغم من أجواء الابتهاج في صنعاء، فإن سفك الدماء مستمر في مدينة تعز الجنوبية، حيث هاجم مسلحون القصر الرئاسي هناك مما أسفر عن مقتل أربعة جنود.

إن رحيل صالح المفاجئ يأتي والبلاد على شفا حرب أهلية وانهيار اقتصادي، مع صراع عنيف على السلطة بين القبائل المتنافسة وليس هناك خطة واضحة لانتقال السلطة.

لقد قاوم صالح لعدة أشهر ضغوط مكثفة من داخل اليمن ومن البلدان المجاورة والولايات المتحدة ليقدم استقالته. وبوجود الفرع النشط لتنظيم القاعدة في اليمن، كان يشكل رحيل صالح أحد أهم التحديات في سياسة إدارة أوباما للأشهر المقبلة.

المتحدث باسم البنتاغون اعترف ليلة السبت بأن الأزمة في اليمن كانت تؤثر بالفعل على الجهود الأمريكية لمحاربة الإرهاب. وقال ديفيد لابان: "القضايا السياسية الراهنة التي طال أمدها كان لها تأثير سلبي على الوضع الأمني في اليمن. لذا فإن الولايات المتحدة تواصل مراجعة وتقييم جميع جوانب المساعدة الأمنية المقدمة لليمن".

إلا أنه أشار إلى أن واشنطن تبحث بالفعل ما بعد حكم صالح. وقال لابان: "مصلحتنا المشتركة مع الحكومة اليمنية في هزيمة القاعدة تتجاوز شخص واحد". 

لدى الجيش الأمريكي عدد غير محدد من المدربين في مجال مكافحة الإرهاب في اليمن. وقد قال البنتاغون إنهم باقون في البلاد على الرغم من أن الاضطرابات المدنية قد أثرت على عملهم.

في صنعاء، أكد أحد المسئولين في مكتب الرئيس بأن صالح قد غادر البلاد متجها نحو السعودية وقال إن نائب الرئيس يدير مهام صالح. وقال البيت الأبيض إن مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان، أتصل بمنصور هادي يوم السبت لكنه لم يقدم تفاصيل عن المكالمة الهاتفية بين الجانبين. 

وقالت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر حكومي قوله إن معظم أفراد عائلة صالح رافقوه على نفس الطائرة إلى السعودية. لكن أحمد نجل صالح يُعتقد أنه بقي في اليمن.

يقول كريستوفر بوسيك، المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن العنف في اليمن يمكن أن يزداد حده نظرا للعداء بين مؤيدي صالح وقبيلة الأحمر، التي قادت رجال القبائل في محاولة للإطاحة بصالح.

وقال بوسيك: "ربما يحاول ابنه وأبناء أخوته الإجهاز على آل الأحمر. إن قوة النظام تكمن في الوحدات العسكرية والأمنية التي يقودونها. فإلى أين هم ماضون؟ إنهم ربما يفكرون في خيارهم الوحيد وهو القتال".

من جانبه قال غريغوري جونسن، وهو خبير في شؤون اليمن بجامعة برينستون، إن الخطوات المقبلة غير واضحة، "ماذا سيحدث لأسرته؟ هل قواته تنهار؟ من سيخطو لملئ أي فراغ؟. إلى هذه اللحظة ليس هناك خارطة طريق أو شخص المستعد لتحمل ذلك".

رحيل صالح أثار تكهنات بأن إصاباته التي يعاني منها جراء سقوط قذيفة صاروخية أو قذيفة مدفعية على مسجد داخل نطاق دار الرئاسة، حيث كان صالح وغيره من كبار المسئولين يصلون بداخله، قد تكون أكثر خطورة مما أعلن عنه الجانب الرسمي اليمني.

وقال مسئول يمني إن صالح أصيب في رأسه ويتلقى العلاج في مستشفى وزارة الدفاع. المسئول اليمني تحدث إلينا عن حالة الرئيس الصحية مشترطا عدم الكشف عن هويته. 

وبعد بضع ساعات من الهجوم، ألقى صالح خطابا صوتيا، لكن صوته بدا بطيئا وثقيلا. ووجه أصابع الاتهام نحو آل الأحمر.

لقد دفعت الاشتباكات في صنعاء بالعاهل السعودي الملك عبد الله إلى التدخل والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين القوات الحكومية ورجال القبائل المواليين لآل الأحمر. 

منذ فترة طويلة وجارة اليمن السعودية قلقة من حالة عدم الاستقرار السياسي في الدولة الفقيرة وتكاثر ناشطي القاعدة فيها، معظمهم لهم صلات قرابة في السعودية.

وعلى مدى عقود، لعبت السعودية دورا في تشكيل السياسة في اليمن. ولذا يمكن للسعودية أن تعلب دورا هاما في تشكيل مستقبل اليمن. كدليل على التأثير السعودي، ظلت العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد هادئة وسلمية يوم السبت بعد أسبوعين من الفوضى. 

إن قدرة صالح على حكم اليمن، بعد 33 عاما في السلطة، تضاءلت بشكل ملحوظ منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية غير العنيفة المستوحاة من ثورات مشابهة في تونس ومصر، والتي بدأت في يناير الماضي.

لقد سيطر متشددون إسلاميون بينهم عناصر تنظيم القاعدة على بعض المناطق في جنوب اليمن المضطرب بعد مغادرة القوات الحكومية لمواقعها. 

لقد توقفت العمليات الأمريكية اليمنية المشتركة في الأشهر الأخيرة بعد أن ركزت قوات صالح اهتمامها على الحفاظ على السيطرة في البلاد.

مرارا وتكرارا أكد مسئولون أمريكيون في جهازي المخابرات ومكافحة الإرهاب بأن القاعدة في شبة الجزيرة العربية تمثل التهديد الأكثر للمصالح الأميركية. 

إن القلق الرئيسي الذي يساور خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين هو أن رحيل صالح قد يفجر صراعا على السلطة لفترة طويلة تشترك فيه المؤسسات العاملة القليلة في اليمن: الجيش وأجهزة المخابرات والقيادة القبلية. هذه المؤسسات التي يقودها أقارب صالح والموالون له، كانت تكافح لاحتواء القاعدة في شبة الجزيرة العربية إلى أن واجه الديكتاتور احتجاجات متصاعدة ضد حكمه.

يقول خوان زاراتي، الذي كان مستشارا في مكافحة الإرهاب للرئيس السابق جورج بوش: "بمجرد خروجه من اليمن، هناك سؤال كبير يطرح نفسه حول ما إذا كان سيعود. إذا غادر السلطة، فأنا متشائم جدا مما سيؤول إليه الوضع. أعتقد أنه سيتحول إلى وضع فوضوي للغاية وبسرعة كبيرة جدا وسيخلق كل أشكال التنفس لتنظيم القاعدة والمشاكل بالنسبة للولايات المتحدة".

وقال جونسن إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى تشكيل خطة أمام فقدانها لحليف ضد القاعدة، ولو أن هذا الحليف متقلب.

وقال جونسن: "حتى وقت قريب، لم تحشد الولايات المتحدة تركيزها على ما بعد صالح. لست متأكدا أن لديها خطة جيدة لما هو قادم، على افتراض أنه لا يوجد أحد يعرف ما ستأتي به الأيام القادمة".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد