ليس عيبا إن أسقت اعترافا شخصيا هنا على صدر هذه الصفحة فحواه "إنني لم أعد أرجو أملا في منتخباتنا الوطنية في تحقيق شيء لجمهور الكرة اليمنية، وبالتحديد المنتخب الكبير (الأول)".. وذلك الشعور ليس اعتباطا أو وليد لحظة غضب، أو بسبب موقف شخصي لي من المنتخب ومدربه ولاعبيه، أو لخلاف مع اتحاد الكرة، أو شيء من هذا القبيل، بقدر ما هو شعور وطدته بداخلي تجاربي الكثيرة مع هذا المنتخب، تجارب كلها نكسات وخيبات أمل، لم تجلب غير الخزي والعار لكرتنا اليمنية المبتلية بها منذ سنوات طويلة مضت.. نكسات كروية وفضائح بجلاجل كثيرة، وآخرها مشاركته (الخيبة) في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 20) التي أقيمت منافساتها لأول مرة في بلادنا (اليمن).
برغم أنه - أي الأحمر الكبير - حظي قبل المشاركة في تلك البطولة باهتمام غير مسبوق، عبر تنفيذ برنامج إعدادي طويل، تخلله دخوله معسكرات إعدادية خارجية طويلة، بالإضافة إلى مشاركته في بطولة دول غرب آسيا، وتقديم مستوى رائع جدا خلالها.. مستوى أدخل فينا تفاؤلا غير مسبوق، دفعنا إلى الإفراط فيه إلى درجة توقع فوزه بالبطولة، وما عزز ذلك الشعور التفاؤلي فينا كجمهور متابع ومحب لمنتخبنا الكبير، هو تصريحات مدربه الكبير الكرواتي السيد استريشكو الذي أتحفنا بعدد من التصريحات النارية المليئة بالثقة والمصحوبة بنبرة تحدي واضحة تشير إلى خوض البطولة بتحد جم لم يكبحه إلا الوصول إلى منصة التتويج والظفر برأس كأس البطولة.
طبعا الملعب كذب المدرب، وأخذل توقعاته، وأطفأ قناديل التفاؤل المفرط في قلب الجمهور اليمني الذي حضر وشجع وهتف لمنتخبه بكل ما يملك من حب وقوة، علما أنه - أي الجمهور - كان علامة نجاح البطولة الأبرز وعلى الإطلاق.
واليوم ومنتخبنا الأحمر الكبير على عتبات دخول معمعان التصفيات الآسيوية المؤهلة على مونديال البرازيل عام 2014م، ويقوم بتنفيذ برنامج إعدادي لا يرتقي لبرنامج خليجي 20 أبدا استعدادا لخوض مباراتيه الأولى في مارثون التصفيات أمام منتخب عربي شقيق كبير قدم لجمهوره كل شيء بدء من كأس الخليج ومرورا بكأس آسيا، والوصول إلى كأس العالم، إنه المنتخب العراقي القوي جدا الذي يتطلع هو الآخر إلى استهلال مشاركته بتحقيق الفوز، والتقدم خطوة إلى الإمام على الطريق المؤدية إلى البرازيل.
منتخبنا هذه المرة مختلف كليا، فالشيء الأكيد أن أفراده متأثرون بالوضع العام في البلاد، وكذلك يقوده جهاز فني محلي بقيادة الكابتن أمين السنيني، ودخول عدد من اللاعبين الجدد في صفوفه، أضف إلى ذلك أنه لم يخوض عددا كبيرا من المباريات الودية باستثناء مباراة واحدة حتى الآن أمام المنتخب الأردني خسرها بأربعة أهداف كاملة وتامة.
إذاً كل المؤشرات توحي بتكرار الإخفاق الدائم، وإضافة مشاركة فاشلة جديدة إلى رصيد فشل الاتحاد الكروي، ولكننا رغم ذلك نتعشم خيرا في شباب منتخبنا، ونتساءل ببراءة.. ماذا سيقدم منتخبنا الكبير؟.. وبماذا يوعدنا؟.