لم يكن اتحاد كرة القدم اليمني استثناء أو بمنأى عن ما تعيشه كل مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة من حالة تخبط عالية الجودة خلال الفترة البادئة من مطلع عامنا الميلادي الجاري2011م ولم تزال.
وهذا الاتحاد الذي يصر السيد جوزيف بلاتر رئيس جمهورية الفيفا على استقلاليته، وعدم وضعه في جلباب الدولة، وهو الشيء الذي يرفضه السادة في قيادة الاتحاد، وإصرارهم الغريب والشديد على البقاء في حضن الدولة، وخضوعه لسياساتها، وتنفيذ أجندتها بحذافيرها، وجعله مؤسسة من مؤسساتها، هذا الاتحاد ربما قد يكون هو صاحب قصب السبق في دخول متاهة التخبط قبل غيره ومنذ سنوات، وأدخلته مبكرا في مرحلة عدم الاتزان وإصابته بحالة إسهال شديد أنتجت بالطبع قرارات عشوائية لا تعد ولا تحصى ويصعب حصرها وجميعها أضرت الأندية المشتركة في أنشطته ومسابقاته المختلفة كونها قرارات غير مدروسة وغير مرتكزة على أساسات منهجيه تخدم عمل الاتحاد والأندية معا، فجميعها تقريبا قرارات مبنية على أسس واهية يغلب عليها صفة تصفية حسابات ومنطلقة من مراعاة مصالح البعض من قيادات الاتحاد.
فكما أسلفت القرارات العشوائية كثيرة ولكنني سأكتفي بأخذ القرار الاتحادي الأخير المثير للجدل والشك والريبة بشأن تهبيط ثلاثة من أندية الدوري اليمني الأول هي أندية الصقر والرشيد من تعز وحسان من أبين، وهي أندية لا غبار على تاريخها وعراقتها ولها إسهامات ملحوظة في إنجاح مناشط الاتحاد ومسابقاته الموسمية، فالقرار ربما أتخذ في لحظة انفعال ونتاج لردة فعل اتحادية غاضبة كونه أغفل مراعاة ظروف البلاد العامة والوضع السائد فيها منذ عدة شهور، وعدم مراعاة ظروف كل محافظة وكل نادي على حده، فكلنا يعرف ما تمر به محافظة أبين ومدينة زنجبار بالتحديد عاصمة المحافظة ومعقل نادي حسان التي تقع منذ زهى شهرين في قبضة عصابات مسلحة، وتعيش حالة حرب ضروس بين تلك العصابات والجيش اليمني نتج عنها نزوح كامل لكل سكان المدينة وضواحيها، وهاهم مشردون في المحافظات الأخرى، وفي ظروف صعبة جدا، وإدارة ولاعبون حسان هم جزء من سكان المدينة ويعانون معاناتهم، هذا جانب والجانب الآخر إن اتحادنا الموقر أدخل الأندية في دوامة من الحيرة، فهو لم يرسو له على بر، ولم يتكل على الله ويحسم أمر الدوري، ويتخذ قرار واحد يقضي باستمرار الدوري أو إيقافه وبشأن إلغاء الهبوط أو بقائه، ففي هذا السياق أتخذ الاتحاد أربعه قرارات متتالية كل قرار يلغي ما قبله، ويناقضه كليا، وهي صفة وخاصية لازمت عمل ونشاط هذا الاتحاد منذ ولادته.
إذاً القرار الأخير ظلم الأندية الثلاثة كثيرا مع الإشارة أن الاتحاد الموقر ظلم الأندية كافة وجمهور الكرة قاطبة بقرار استمرار الدوري، وكأن السادة في قيادة الاتحاد جاءوا من كوكب آخر وليس هم يمنيون وجزء من هذا الشعب يجهلون وضع البلاد العام، وكأنهم لم يشاهدوا ويلمسوا الأزمات الواقعة فيها في كل الجوانب الحياتية أزمة مياه وكهرباء ووقود ومواصلات وغلاء أسعار وأزمة ضمير وغيرها.
بقي القول: "إن قرار اتحاد كرة القدم اليمني غير سوي، وموفق والفرصة لإعادة النظر فيه لم تزل سانحة".