من الأمور التي تحز في النفس أن تطل أقلاما من على زوايا بعض الصفحات الرياضية في صحف أهلية، وتصنف البعض ممن كان لهم رأي باستئناف الدوري من عدمه بأنهم متآمرين، وأنهم غير وطنيين، وأن اتحاد كرة القدم ومن وافق على استئناف الدوري هم الوطنيون، وهم من راعو مصلحة الوطن.. إن تفسير الولاء للوطن من منظور تلك الأقلام التي ترى أن مصلحتها السير في زفة البحث عن الذات والمصلحة الشخصية ليس إلا!!.
إن قرار أندية تعز الذي كان منطلقة الحرص على سلامة اللاعبين، ومصلحة الأندية، هو جزء من مصلحة الوطن ومصلحة الرياضة اليمنية التي فسرها البعض من منظوره، هو لم يحترم وجهة نظر الآخرين، ولذلك فإن قرار الصقر الذي كان بناءً على قرار الجمعية العمومية قرار صائب (100%)، فاللوائح الذي يدعي البعض إن الاتحاد انتصر لها مسألة ذر الرماد على العيون، وسوط جلدت به أندية "الصقر – حسان – الرشيد" كنوع من الانتقام لموقف مشرف اتخذته هذه الأندية عندما رأت أن الظروف لا تسمح بسفر وتنقل اللاعبين بين المحافظات وتحت اسم الانتصار للوائح ذبحت الرياضة مع أنه كان الأولى بالاتحاد العام أن ينظر لمطلب الأندية على أنه من منطلق الحرص على اللوائح والوطن.
والغريب أن الحملة اليوم موجهة ضد شخص شوقي هائل، وليس ضد أحدا غيره من الأندية، والأمر الذي يكشف أن هناك اتجاه شخصنة المواقف وبناء قناعات لدى الشارع تجاه شخص شوقي هائل الذي لن أدافع عنه بقلمي مع أنه شرف لي أن أكون ممن يدافع عن رجل كبير بحجم شوقي هائل الذي - دائما - يتعامل مع الأندية والرياضيين بدماثة الأخلاق، ومن منطلق حبه للمحافظة وللوطن، ومن يهاجمه اليوم ويتهمه بالمتآمر، وقيادة الحرب الخفية ضد الاتحاد العام، عليه أن يذهب لأقرب طبيب عيون ليفحص نظره، ويتأكد من قصر نظره، ويتأكد أن شوقي هائل لو كان يمارس الضغوط على الأندية لكان مارسه على أهلي تعز الذي رأي أن مصلحته في المشاركة، ولذلك كان رده لهم أنتم أحرار بموقفكم.. وأين ترون مصلحتكم أعملوا ما تريدون.
إن مطالبة الصقر ومعه بعض الأندية التي تراجعت عن موقفها بإلغاء الهبوط هو من منظور الظروف التي تمر بها الأندية جراء الأحداث التي تشهدها اليمن، وخاصة فريق حسان أبين الأكثر معاناة من الأحداث، والرشيد كذلك الذي رأي أن ممارسة كرة القدم نوع من العبث في الوقت الذي تراق فيه الدماء في كثير من المحافظات.
إن شوقي هائل لو كان يفكر بشخصنة المواقف لكان قد مارس طرق وأساليب كثيرة من أجل تصفية الحسابات، ولكنه باستمرار يرى أن علاقته بشخص الشيخ أحمد صالح العيسي هي علاقة طيبة مبنية على الحب والإخاء، ولكن ذلك لا يمنعه من أن يقول رأيه في إجراءات يمارسها اتحاد كرة القدم يراها أنها مخالفة للوائح، وتعيق تطور الكرة اليمنية، أما خلط العلاقات بتفسير المواقف، فذلك من باب الاصطياد في المياه العكرة، وإيجاد خلافات وهمية بينه وبين العيسي.
الصقر أعلن موقفه من السياسة، وأنه ليس مع إقحام الرياضة في السياسة، فلماذا يريد البعض إن يزج الصقر في أتون السياسة؟!، وأن موقفه من عدم استئناف الدوري بحد ذاته سياسة، ولماذا لا يفسر موقف الصقر من منظور إنساني بحت، وأن عدم مشاركته هو من منطلق الحفظ على سلامة ومصلحة اللاعبين الذين يحتاج لهم الوطن بدون شك؟
إن تفسير حب الوطن ليس بيدي، ولا بيد من نصب نفسه وصيا على الآخرين، وصنف مخالفي قرار الاتحاد العام بأنهم متآمرون، وأنهم يريدون الإساءة للوطن، هو غلطان ويفترض أن ينظر للموضوع من كل الزوايا لا زاوية "مصلحية " تخدم أهداف أطراف في الوسط الرياضي على حساب الآخرين .
لقد رأينا أن موقف الصقر موقف إنساني بحت، وأن قرار تهبيطه ظلم وتعسف إلى جانب الرشيد وحسان وقرار الهبوط هو "وسام " للصقر وللأندية التي رأت أن ممارسة كرة القدم فوق أشلاء ودماء أبناء الوطن قمة السخف، وعبث يمارس ضد الوطن، ولذلك فإن الهبوط يمثل للأندية الثلاثة قمة الصعود نحو الأخلاق والقيم التي يفترض أن يسلكها الجميع، ويحذوا حذو الصقر ورئيسه شوقي هائل وإدارة الصقر وكذلك حذو الرشيد وحسان