كنا نؤمل أن تعاود الفرحة إلى شفاها الملايين ممن يحبون الأحمر الصغير (منتخب الناشئين) المشارك في تصفيات بطولة آسيا للناشئين تحت (16) عاما بحيث يحقق صغارنا الفوز على منتخب أفغانستان هذا البلد المنهك بالحروب والدمار منذ سنوات طويلة ولم تهدأ لشعبه عين، فقلنا سيكون أمام منتخبنا العملاق الصغير قزما وسيتجاوزه بدون تعب، لكن ما حصل أن الذي كان أكثر إعياءً هو منتخبنا الذي لم يقدر أن يحافظ على الهدف الذي سجله في مرمى الأفغان لتتحول النتيجة إلى خسارة (2-1)، وانتظار أن تخدمنا النتائج المتبقية في البطولة في حالة حققنا الفوز على الكويت أو نتقاسم معها الصدارة فلقاء الكويت لا يقبل القسمة على اثنين، فالفوز من أجل التأهل على رأس المجموعة.
ستقولون إنهم صغار ولا يستحقوا القساوة المبكرة، دعوهم يؤدون واجبهم، فالطريق أمامهم مازال مفتوحا لكي يحققوا لليمن الكثير من النتائج في بطولات قادمة، وأنا أقول هذا الكلام عندما يكون في تخطيط صحيح من قبل المعنيين في أن يكون هذا المنتخب هو نواة منتخبات قادمة بمعنى أنه يسير في خطوات الترقي خطوة خطوة، لا كما هو معتاد إننا نتركهم بمجرد انتهاء أية مشاركة، ونعود لبرنامج "طوف وشوف" لاعبين جدد للناشئين والبراعم والشباب وما إحراق المنتخب السابق للناشئين عنا ببعيد، والذي أوصلنا للعالمية، فكان الجزاء له أن رميناه في محرقة الكبار ومازال عظمه طري.
خسارة الأحمر الصغير من نظيره الأفغاني شكلت صدمة للشارع الرياضي الذي كان متحفزا للفرح بالتأهل عن المجموعة، ولذلك فإن اللقاء القادم أمام الكويت يمثل تحد كبيرا ليس للاعبين وإنما للجهاز الفني الذي يتطلب منه أن يعد اللاعبين نفسيا لخوض المباراة بدون الشحن الزائد، وعلى اللاعبين أن يكونوا حذرين من التوتر النفسي، فاللقاء صحيح مهم للغاية، لكنه يتطلب برودة أعصاب وأداء مركز في الملعب.
عبدالهادي ناجي علي
خسارتنا من الأفغان صدمة للشارع الرياضي 1865