صحيفة الغارديان البريطانية ترجمة/ أخبار اليوم
بعد ثمانية أشهر لم تشهد صنعاء إلا إطلاق نار مكثف ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. لا يزال الدكتاتور اليمني علي عبد الله صالح يحتمي في السعودية ويماطل الخطة التي توسط فيها السعوديون وغيرهم من دول الخليج من أجل انتقال السلطة.
لقد أصدرت منظمة أوكسفام تقريرا جديدا يقول إن موجة واسعة من الجوع المزمن قد لاحت حيث قرابة ثلث اليمنيين، 7.5 مليون نسمة، لم يعد بإمكانهم إيجاد ما يكفي من الطعام. وعلى الرغم من هذا، فإن خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لا توفر غير 55 بالمائة من التمويل الذي تحتاجه لهذا العام.
بشكل أوضح، لم يتغير إلا القليل، باستثناء الأفراد الذين يوجهون من يطلقون النار. إذا كان اللوم يقع على القناصة الذين وجههم صالح لقتل أكثر من 52 شخصا في 18 مارس والتي أصبحت نقطة تحول في الانتفاضة، فإن هذه المرة تشير أصابع الاتهام إلى نجله أحمد، الذي سيبلغ 40 عاما قريبا وبالتالي يرشح نفسه للرئاسة.
ذات مرة وصف صالح إدارة اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين. لكنه بالتأكيد كان متواضعا في دوره الخاص في إثارة الفوضى وأعمال القتل. انه واحد من تلك الأفاعي وعضة منه لا تزال قاتلة.
لا الولايات المتحدة ولا السعوديون متفرجون أبرياء من كل ما يحدث. لأكثر من ثمانية أشهر مضت، أظهرت الولايات المتحدة قوة في ضرب فروع القاعدة في جنوب اليمن بطائرات بدون طيار أكثر من قدرتها في إجبار صالح على ترك السلطة.
ربما لا يكون هذا أمرا عرضيا. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست إن هناك تصعيدا كبيرا في ضربات الطائرات بدون طيار في اليمن بعد أن وصلت الإدارة الأمريكية إلى نتيجة مفادها أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تشكل تهديدا أكثر خطورة من تنظيم القاعدة في باكستان.
بخلاف انتفاضات الربيع العربي الأخرى، فانتفاضة اليمن لم تؤثر على التعاون بين القوات الأمريكية واليمنية. وهذا كان مؤكد في تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي في مكافحة الإرهاب جون برينان الأسبوع الماضي بالرغم أنه واصل القول بأن أعمال العنف بين القوات الموالية للحكومة وزعماء القبائل لم تشارك فيها قوات العمليات الخاصة اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة.
هذا التمييز لن يكون واضحا بدقة في صنعاء، فالحرس الجمهوري، الأفضل تسليحا والأقوى تدريبا في قوات الجيش اليمني، يدعم أوامر صالح ونجله. ومن جانب آخر وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا تعطي الحكومة اليمنية أسبوعا واحدا للتوقيع وتنفيذ اتفاقية انتقال السلطة.
ما تريده الولايات المتحدة والسعوديون هو نظام متعاون في اليمن. ويسعى السعوديون إلى استقرار جبهتهم الجنوبية. لكن الأهداف الإستراتيجية بعيدة عن تلبية مطالب اليمنيين الذين سالت الكثير من دمائهم بمثل هذه الشجاعة.
لم يظهر بطلهم حتى الآن، وحتى يحدث ذلك، فإن انتفاضتهم لم تنتهي بعد.
صحيفة الغارديان البريطانية
اليمن: الانتفاضة المتواصلة 2192