يعتقد بعض التلاليين أن "العمر الافتراضي للكابتن خالد بلعيد انتهى على أرض الملعب، ولذلك تفرغ الأخير لنقد إدارة ناديه".
سأعتبر ما جاء بعاليه مجرد رأي سيتوجب علينا سماعه في إطار الرأي والرأي الآخر، غير أن هذا لا يعني أنه صحيح.. فاللاعب المتألق لعبا وخُلقا (خالد بلعيد) بإمكانه أن يواصل عطائه بالقدر ذاته من الألق ولخمس سنوات قادمة سواء مع ناديه التلال أم مع منتخبنا الوطني لكرة القدم، وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، فمواصفات بلعيد كلاعب مجتهد قبل أن يكون موهوبا بالفطرة تفرض نفسها ببساطة شديدة.
ومع ذلك دعونا نترك ذلك جانبا الآن.. لنركز وحسب على النقد الموجه من قبل خالد بلعيد إلى إدارة ناديه، والنقد الموجه لخالد بلعيد من قبل بعض التلاليين.. خالد انتقد إدارة ناديه لتقاعسها عن أداء مهامها في الفترة السابقة، وهذا موجز ما يمكنني قوله عن هذا النقد، وهو نقد صحيح تماما.. في حين أن الواقع يؤكد أن إدارة نادي التلال لم تقم بما ينبغي القيام به تجاه كافة منتسبي الألعاب الرياضية في النادي وليس لعبة كرة القدم وحسب، بل هي أساسا، قبل هذا وذاك، غير شرعية منذ ظهورها إلى المشهد الرياضي بتاريخ 22/3/2009م برئاسة شخص لم ينتمِ إلى التلال من قبل، لا من قريب ولا حتى من بعيد، يُدعى عارف الزوكا الذي فضّل الدخول إلى نادي التلال من النافذة خلسة وليس من الباب .. بمعنى آخر: "استغل الزوكا وضعه القيادي في الحزب الحاكم وبمساعدة آخرين تم تنصيبه بطريقة غير شرعية على رأس لجنة مؤقتة ليقود التلال، بل واحتفظ وقتها برئاسته لنادي تضامن شبوة في تحد صارخ لكل اللوائح المنظمة لعمل وزارة الشباب والرياضة!".
أما النقد الموجه من قبل بعض التلاليين لخالد بلعيد فقد تغافل هذه الحقائق عن هذه الإدارة غير الشرعية، وتغافل عن فسادها المالي، بل وتغافل أيضا عن حقيقة ماثلة للجميع، وهي أن هذه الإدارة بدون رئيس منذ تولي الزوكا مهام وزارة الشباب والرياضة، مُفضلاً - أي هذا النقد المتغافل- قمع حق خالد بلعيد في التعبير عن رأيه، ومن ثم مغالطة الرأي العام حين سمح أصحابه لأنفسهم زورا وبهتانا مس قدرة خالد بلعيد على العطاء على أرض الملعب.
لطالما كان أخطر ما يواجه التلال هو قدرة بعض عناصره على الوقاحة في تسويق كل ما هو غير شرعي أو مخالف لكل ما هو أخلاقي وإنساني، غير أن الوقاحة تبلغ مداها حين يتم قمع ومهاجمة أصحاب الآراء التي تعتمد على حقائق ماثلة على الأرض.. لنتذكر وحسب أن الزوكا بعد أن تم تنصيبه قبل سنوات ليكون المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية التي أبتدع فكرتها النظام، وهي مؤسسة قالوا عنها أنها مدنية - رجاء ركزوا على كلمة مدنية - معنية بدور وطني تحت شعار (اليمن في قلوبنا)، رأينا كيف استخفوا بعقولنا حين وضعوا على رأسها رجل عسكري يشغل منصب قائد الحرس الخاص وهو العميد/ طارق محمد عبدالله صالح.. ولأن تسويق المهام الوطنية أصبح لها نوتة جديدة راح الزوكا بعد ذلك يتصرف بطريقة غير إنسانية تتوافق مع هذه النوتة طاردا بطل اليمن والعرب في لعبة رفع الأثقال الرباع فواز محمد صالح من أروقة نادي التلال، بل وقام الزوكا بتهديده بسجنه وكأنه مأمور شرطة وليس رئيسا لنادٍ رياضي، لمجرد أن البطل فواز طالب باستغناء، بل ولقد شهدنا بعد ذلك كيف تصدرت صورة الرجل ساحة التغيير بصنعاء بوصفه أحد الوجوه البارزة لبلاطجة النظام الذي راح يبطش بشباب الثورة.
يا لها من سخرية أقدار فاضحة تدوس على عقولنا.. بطل اليمن والعرب يُطرد من ناديه، ويتم تهديده بالسجن، والفاعل بعد ذلك بفترة تتصدر صورته ساحة التغيير كبلطجي، وتكون المكافأة خلال بضعة أسابيع تعيينه وزيرا للشباب والرياضة!.
كان بإمكان هؤلاء التلاليين ترك خالد بلعيد جانبا، والتساؤل عوضا عن ذلك عن المآل الذي وصل إليه نادي التلال منذ أن تولى زمامه بطريقة غير شرعية عارف الزوكا، ولماذا - بعد كل هذا العبث - يستمر هذا الوضع المخزي على هذا النحو الباطح لتاريخ وأخلاقيات التلال، وبالتالي لوطن بأكمله، قبل أن يكون كذلك لعقولنا؟!.