صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ترجمة/ أخبار اليوم
الجزء الشمالي من العاصمة صنعاء تحول إلى ساحة حرب حقيقية في الأيام الأخيرة وحتى عندما أعلنت الحكومة عن وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، تواصلت الانفجارات في أنحاء المدينة.
الفشل في إنهاء إراقة الدماء هو مؤشر آخر بأن القتال قد تكثف بين النخب في البلاد، وهو التحرك الذي بدأ يتكشف عندما بدأت حركة الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أشهر، مما فاقم الوضع بدون قصد بين الجماعات المسلحة تسليحا ثقيلا.
المتظاهرون السلميين إلى حد كبير الذين لا يزالوا يخيمون في الشوارع ويطالبون بالديمقراطية، لا يزالوا أيضا ستارا ضعيفا للصراع المسلح الذي يتحدى أي حل. قُتل يوم الثلاثاء اثنين من المتظاهرين على الأقل.
قال الشيخ صغير بن عزيز، شيخ قبلي من شمال اليمن وحليف للرئيس علي عبدالله صالح وقد بدأ القتال ضد المعارضة: "سنقاتلهم حتى يعودوا إلى الطريق المستقيم".
منزل الشيخ عزيز جاثم على تلة تطل على أسوأ المناطق التي مزقتها الحرب في صنعاء وواضحا أنه صار هدفا لقوات المعارضة في قتال آخذ في التوسع. جدران المنزل تضررت جراء قذائف الهاون والقذائف الصاروخية. تم سد النوافذ بالبلك وجميع جيرانه فروا إلى أماكن أخرى آمنة. فقط قبليون مسلحون تدعمهم قوات أمنية يقومون بدوريات في الشوارع القريبة.
لقد تم تدشين هذه الطريقة التي طال أمدها في اليمن، سلسلة من المعارك بالوكالة. في منتصف سبتمبر، وافق الشيخ عزيز على القتال بالوكالة عن صالح ضد آل الأحمر، وهم مشايخ قبيلة منافسة يحضون بدعم من رجالهم المسلحين ومن القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، الذي لا تربطه علاقة أسرية بهم.
يقول الشيخ عزيز: "يطالبون بدولة مدنية لكنهم يفعلون العكس تماما. أعمالهم تختلف عما يقولونه. يمكنك أن تري أن لديهم أسلحة مثل مدافع الهاون والمدفعية الثقيلة في كل مكان. هذا يكشف عن أهدافهم".
وقعت معارك مماثلة في أماكن أخرى في صوفان والحصبة الواقعة في شمال صنعاء حيث تتكدس أكياس الرمل حتى في وسط الشوارع المهجورة وعلى أسطح المنازل. بجانب مبنى حكومي في محيط الحصبة، تم استخدام مبنى مهجور لتخزين الأسلحة.
سقطت قذيفتان على الأقل في الأسبوع الماضي وسط ميدان التحرير، راسمة خارطة لإراقة الدماء في أقصى الجنوب. لقد أفسد القتال المتواصل الوضع الأمني العام، فليس من المألوف سماع إطلاق نار كثيف في أنحاء العاصمة.
وينطبق الشيء نفسه خارج صنعاء أيضا. تعز، وهي مدينة تقع في وسط اليمن حيث القبائل المرتبطة بآل الأحمر حملت السلاح في وجه القوات الحكومية، تعيش تحت القصف الليلي. قُتل سبعة مدنيين على الأقل يوم الثلاثاء جراء هجمات بقذائف المورتر هناك.
يقول علي عبيد، مدير مركز البحوث الإستراتيجية في وزارة الدفاع: "من الواضح أن أيا من الطرفين لا يستطيع إحراز النصر على أرض الواقع، لذلك يعملون في الأساس على تحقيق مكاسب سياسية سواء محلية أو دولية"، مؤكدا بأن حربا أهلية لم تندلع بعد، لكن ""التوترات تتزايد".
على ما يبدو أن القتال قد تصاعد منذ عودة صالح من السعودية، حيث كان يتعافى من جروح خطيرة أصيب بها في هجوم بقنبلة. بعد وقت قصير من عودته، حازت إحدى قادة الاحتجاجات، توكل كرمان، على جائزة نوبل للسلام بمشاركة امرأتين من ليبيريا، مقدمة استراحة قصيرة من الصراع الذي طال أمده.
يوم الثلاثاء، كان هناك مؤشرين على أن اليمن ربما تكون قادرة على تجاوز الأزمة الدموية الآخذة من التصاعد. المؤشر الأول، إعلان الحكومة عن وقف إطلاق النار، الذي أرسل دعوة للسلام إن لم تكن نهاية فعلية للقتال.
المؤشر الثاني، ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس بأن صالح اجتمع مع السفير الأمريكي بصنعاء لمناقشة مسألة تنحيه.
مثل الإعلان عن وقف إطلاق النار، ربما تظهر مسألة تنحي صالح فجأة.
تواردت هذه الملاحظة في الوقت الذي يمكن سماع دوي الانفجارات تتصاعد وسط جولة كنتاكي، وهي إحدى بؤر القتال.