أحيانًا يُصاب المرء بالدهشة، وهو يتابع بعض الرياضيين الذين يعبّرون عن آمالهم بإحداث إصلاحات في كرة القدم اليمنية، و(مبعث الدهشة) أن هؤلاء يضعون على عاتق رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد صالح العيسي مهمة القيام بمثل هذه الإصلاحات، في حين أن رحيله عن المشهد ضرورة لا مفر منها.. إنه أمر يشبه تماما (الآمال العبيطة ذاتها) التي نراها بالنسبة إلى أولئك الذين يطالبون الرئيس صالح بإحداث إصلاحات، في حين معظم المجتمع اليمني والعربي والدولي يطالبون برحيله ولا شيء غير ذلك.
لقائل أن يقول "إن مثل هذه الآمال العبيطة لا يمكن لها أن تصدر إلا من أناس ينتفعون من وجود العيسي كرئيس للاتحاد، كما هو الحال بالنسبة إلى صالح".. وهذا أمر صحيح تماما، غير أن الواقع الماثل على الأرض يؤكد أن الفساد الذي نخر في جسد وعظام الكرة اليمنية لم يتعاظم إلا حين تولى العيسي رئاسة الاتحاد!!.
دعوا الفساد جانبا الآن.. ينفي العيسي وجود عشوائية في عمل الاتحاد.. عوضا عن ذلك، يؤكد العيسي على أن "حرصه الدائم هو إيجاد عمل مؤسسي في كل الاتجاهات إداريا وماليا وفنيا وتحكيميا وتأهيليا"..! غير أن الواقع المعاش يدحضه بل ويعريه، إذ لطالما كان معظم من ينتسبون إلى هذا الاتحاد يشكون من العشوائية الفاضحة التي تسيطر على عمله، بخلاف استقالة نائبي رئيس الاتحاد جمال حمدي وفتحي عبدالواسع، فضلا عن تفشي مفاهيم البيع والشراء في أي شيء وكل شيء له علاقة بالكرة اليمنية.
لقد أصبحت مثل هذه المفاهيم عنوانا رئيسا للمرحلة الراهنة التي تعيشها الكرة اليمنية، فضلا عن أن انتخابات الاتحاد الأخيرة كانت (غير شرعية) لسبب بسيط أشرنا إليه في حينه تتمثل بانتهاء شرعية إدارات جميع الأندية التي تنبثق منها شرعية الاتحاد.
في الواقع ثمة مفاهيم كثيرة تغيرت منذ أن ولجت قدما العيسي إلى الساحة الرياضية، وتحديدا منذ تلك الحادثة التي وقعت بين ناديي التلال والهلال نهاية التسعينات وما أثير حينها عن وجود صفقة بيع في نتيجة المباراة.. إنها حادثة لا يمكن لأحد أن ينساها، كما لا يمكن لأحد أن ينسى أن العيسي لا يحترم كلامه، فعقب الهزائم النكراء في خليجي 19 بعمان صرّح رسميا في وكالة "سبأ" بأنه سيحاسب اتحاده قبل أن يحاسب مدرب المنتخب، غير أن الحقيقة كشفت تاليا إن ذلك مجرد (بالونة تم فرقعتها) في الهواء كعادة درج على ممارستها دوما، ولنا في الهزائم النكراء بعد ذلك على أرضنا في خليجي20 مثالا ينتصب فوق رغبة الجميع الذين طالبوا بإقالة العيسي على الفور.
انظروا.. تستمر المطالبة برحيل العيسي، ويستمر هو في قيادته للكرة اليمنية، لكن من قال إن هذا الأمر العابث سوف يستمر إلى ما لا نهاية؟!.