يُدهشك عدد من الرياضيين عندما تتوقع منهم شيئاً، فإذا بهم (يفاجئونك) بما هو أكثر من المتوقع بشكل يجعلك تكن لهم المزيد من الاحترام والتقدير.. بطل الجودو اليمني علي محسن خصروف (22) عاما من هذه العينة التي تجعلك تتباهى بوجود مثل هؤلاء الرياضيين الشباب.
بدأ علي ممارسة لعبة الجودو منذ كان في الرابعة من عمره في نادي وحدة صنعاء مع الكابتن محمد خصروف، وهو خاله ومدرّبه هو وشقيقه الدكتور شادي، وبعد ذلك درّبه أخوه شادي حتى عام 2000م، ثم جاء المدرب الإيراني داوود ميقاني الذي بدأ بإعداد منتخب ناشئين واختاره ضمن المنتخب حتى صار تاليا نجم المنتخب الأول.
حصل (علي) على ذهبية آسيا للناشئين 2006م، وبرونزيتين على مستوى الشباب عامي 2008م و 2009م، وذهبيتي بطولتين عربيتين في فئتي الشباب والرجال، وبرونزية في الدورة العربية، وذهبيتين في بطولتين على مستوى غرب آسيا شباب ورجال، وفضية للشباب عام 2008م، وتأهل إلى أولمبياد بكين 2008م، كما حصل على المركز الأول في فئة الرجال ببطولة مصر الدولية عام 2009م، وفي 2010م، حصل على المركز الثامن في بطولة العالم لفئة الرجال في اليابان من بين (75) دولة شاركت في البطولة.
حسنًا.. ما جاء بعاليه ليس فيه شيء من الدهشة، فبإمكان أي لاعب أن يفعل ما فعله علي خصروف في لعبة أخرى، وإن كان هذا هو الآخر لم يحدث أصلا.. الدهشة (تأسرك) عندما تعلم أن علي خصروف مازال هو ذلك الشاب الذي يستطيع أن يواصل تألقه في اللعبة بعد أن راهن كثيرون على أنه غير قادر على ذلك بعد أن تعرض لطلق ناري وشظايا أمام مدينة الثورة الرياضية من قبل بلاطجة الحزب الحاكم عندما كان علي قبل بضعة أشهر - ومثله شباب كثيرون- في مسيرة سلمية يُطالبون برحيل الرئيس صالح ونظامه.
يقول علي في لقاء أجراه معه الزميل العزيز سامي العمري ونشرته "الملعب" في وقت فائت: "أصبتُ برصاصة وشظايا بجانب الحوض، لكنها لم تصل إلى العظم، و(ظلت نحو شهرين ونصف) إلى أن تم إخراج الرصاصة في الأردن بعملية بالمنظار يوم 25 يونيو الماضي".
فعلا ثمة من راهن على انتهاء مستقبل علي خصروف تماما، غير أن ذلك في الواقع كان مجرد (رهان خائب).. فها هو الشاب المُدهش الذي قهر رصاصة بلاطجة الحاكم يُفاجئ الجميع بتألقه من جديد في سماء اللعبة وعلى مستوى دولي، لا محلي وحسب.
يقول علي: "أنا شاركتُ في الثورة السلمية لاقتناعي بضرورة التغيير حتى لو توفيت واستشهدت، لكن ذلك رخيص كي يعيش من بعدنا الناس حياة كريمة في مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا، ومستوى تعليمي وصحي ورياضي أفضل".
إن قاهر رصاصة الحاكم.. مُدهش حقا!!، ويجعلك تكن له المزيد من الاحترام والتقدير.. والفخر به أيضا.