حدد حمورابي - الذي حكم بلاد الرافدين في القرن السابع عشر قبل الميلاد- قوانين خاصة بممارسة مهنة الطب.. و تعد من أقدم القوانين الطبية المعروفة وتبين المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها الطبيب في عهده، وصرامة العقوبات التي يمكن أن ينالها الطبيب إذا فشل وهذا يدل على مدى الاهتمام بإتقان العمل الطبي.
وقد اشترط أقدم الأطباء اليونانيين Aesculapius على من يريد أن يتعلم هذه الصنعة أن يكون من أسرته المقدسة، أو على الأقل من أسرة معروفة بحسبها ونسبها وشرافة أعسالها، كما وضعت أنظمة لمعاقبة من يسيء إلى شرف المهنة أو يستغلها بجشع.
وكان الأطباء اليونانيون يعتمدون واحداًَ من بينهم معروفاً بالمروءة والتجربة في الطب، وذلك لمراقبة أعمال الممارسين والنظر في شكاوى الناس منهم.
ومهنة الطب مهنة إنسانية بحتة ولها أخلاق يجهلها بعض أطبائنا الأجلاء، وتظهر ممارستهم الأخلاقية واضحة جلية لكل من يسوقه القدر إليهم.
ومن الأعذار الواهية والتي ينطبق عليها المثل القائل "عذر أقبح من ذنب" أن فساد النظام وأوضاعهم الصعبة سبب هذا التردي الطبي وهذا الانحطاط الأخلاقي، ولكن ما دخل المريض في ذلك وهل أمرك النظام الفاسد أن تهمل مريضك وتسيء معاملته؟, وهل النظام هو الذي كتب الروشتة وقرر العلاج الخطأ؟ وهل النظام الذي أمرك أن تضرب وتعرض حياة الناس للموت؟, هذه أرواح وليست لعبة.
أين ضمائركم, أليس لديكم ذمة, ألم تدرسوا شيئاً عن الأمانة وأي أمانة أكبر من الأرواح, ألم تسمعوا بالعمل لوجه الله تعالى وابتغاء الأجر منه، وكما قالت إحداهن "بالرغم أنهم دكاترة الجن بس واحد يعمل بالأسباب".
اتقوا الله:
وكثيرة هي القصص المروعة والمؤلمة التي تحدث فصولها في أروقة المستشفيات المرعبة وأصعبها ما تلاقيه المرأة إذا قصدتهم للولادة، لأنها إن كانت فقيرة فستذوق "المر واللي أمر منه" وستشاهد الموت بعينيها وتذوق سكراته أمام سمع وبصر أطباء وممرضات نزعت من قلوبهم الرحمة والإنسانية.
وقد شهدت إحدى قريباتي حالة يقطر لها القلب دماً, إذ رأت في مستشفى الـ".........." امرأة يبدو عليها آثار الفقر والحاجة تصرخ وتبكي وتستغيث، فقد حان وقت ولادتها ولابد من إجراء عملية قيصرية، لأن حوضها ضيق، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لم يقترب منها أحد, والممرضات يرقبن المنظر وكأنه فلم هندي وقالوا لها انتظري للساعة واحدة "لأن الأطباء مش موجودين" ولكن أين الطبيب المناوب؟
طبعاً لو عندها فلوس تقدر تستدعيهم, ولكن العين بصيرة واليد قصيرة والحالة خطيرة، ورغم وجود طبيبة إلا أنها رفضت إجراء العملية "لأنه مش دوامها".
وقد ذكرت لي إحداهن: أن الغنية والمرتاحة إذا ذهبت للولادة الكل يراضيها ويواسيها, وممرضة تمسح لها العرق وأخرى تدفيها بالبطانية والمسكينة يدوا لها المطبقات يتدربن عليها.
والطامة الكبرى والفضيحة الأخلاقية التي تغضب أهل السماء والأرض ما تقترفه بعض الممرضات من ممارسات دنيئة بحق النساء في غرفة الولادة، حيث يهملن أمراً حث عليه الدين الإسلامي قائلاً "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة"، فتظل المرأة على سرير الولادة عرضة لنظر الرجال والنساء الداخلين والخارجين، والمرضى والممرضين دون أن يتحرك في قلب إحداهن وزاع ديني يدفعها إلى ستر هذه المرأة الضعيفة التي لا تملك في تلك اللحظة حول ولا قوة والله المستعان.
فن التعامل مع المريض:
وقد قرأت على النت بعض ما كتب عن أخلاقيات الطبيب وفن التعامل مع المريض، أنقلها للأطباء الأجلاء الله يهديهم وإلا يشلهم:
1. الابتسامة، فإنها أقصر الطرق إلى قلب المريض.
2. الإبداع في الإنصات إلى المريض، حيث أنها تجعل المريض يثق بجدية الطبيب وتجعل المريض يصرح بكل شيء دون خوف.
3. على الطبيب أن يثق بالمريض، حيث أن بعض الأطباء من كثر شكاية المريض يرى أن المريض يبالغ.
4. مداومة التعلم، حيث أن الطب عالم واسع وبحاجة لمراجعة دائمة كي لا يُنسى، فالطبيب ذا الخلفية الطبية الواسعة أكثر إبداعاً في التشخيص.
5_مراعاة خصوصية المريض.. والاستئذان بأدب شديد جداً ولباقة عند الكشف على المريض وعلى الطبيب أن يعلم أنه سيطلع على أسرار يخجل من ذكرها المريض، فليتجنب سؤاله إلا في الأشياء الطبية.
5. مراعاة أنه مأمون على عورات الناس، فلا يتطلع بنظرات غير أخلاقية.
6. المريض ليس زبوناً أو وسيلة تجارة، فلا يجوز عقد صفقات بين الطبيب والصيدلاني أو طبيب المختبر.
7. مراعاة الآثار الجانبية للأدوية ومحاولة قدر الإمكان كتابة علاج ذا آثار جانبية أقل، ووجوب أن يكون للطبيب دليل أدوية، يطلع عليه بشكل دوري لاختيار الأفضل للمريض.
8. شرح حالة المريض له ببساطة وبشكل متكامل وواضح، فإن المريض لا يرتاح إلا حين يلم بجميع المعلومات أيضاً عندما يطلع الطبيب المريض بالتفصيل تزداد ثقة المريض بالطبيب.
9. الأطباء ملائكة رحمة والحنان والأخلاق الطيبة تساعد المريض، حيث أنها تمسح ألمه وتقوي لديه جهاز المناعة، لأن الحالة النفسية مرتبطة بجهاز المناعة بشكل كبير.
10. أوضاع الطبيب صعبة والكل يعاني ولا دخل للمريض بذلك وتذكر أننا محاسبون عليه أمام الله وأجرنا عند الله كبير وهذا الأهم.
ملاحظة:
أنا لا أعمم ولا أخصص، ولكنني أكتب واللي على رأسه بطحة يحسس عليها، وتحياتنا لكل طبيب يتقي الله ويعمل بضمير وهم لاشك قليل.
مع تحياتي أنا مواطنة تسأل الله العفو والعافية
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
وينك يا حمورابي تشوف الطب 2677