يبدو أن رئيس الاتحاد العام اليمني للشطرنج عبدالكريم العذري يعيش خارج نطاق الساعة والأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية حتى يستفز ملايين الشباب بإعلانه أن العاصمة صنعاء ستحتضن الأسبوع المقبل بطولة الرئيس الصالح الدولية العاشرة للشطرنج التي ينظمها الاتحاد العام للعبة خلال الفترة من 26/11/2011م إلى 4/12/2011 بإشراف الاتحاد الدولي (الفيدا) وبالتعاون مع اتحاد غرب آسيا للشطرنج، وذلك بمشاركة (82) لاعبا يحملون التصنيفات الدولية وألقاب بين أستاذ دولي وأستاذ اتحادي ومرشحا لنيل لقب أستاذ اتحادي.
العذري معروف أنه رجل صاحب نخوة وشهامة ولديه من الغيرة الكثير، وهو كما يقال قبيلي يعرف أعراف القبيلة عندما تقتل النساء وعندما تتعرض المرأة للإهانة والذل بل والاختطاف في بلد له عاداته وتقاليده، كنا نتمنى أن يستشعر العذري تلك المعاني والمفاهيم قبيل أن يخرج بإعلانه ذلك على الملأ خاصة عندما يرى دماء إخوانه وأخواته في ساحات التغيير والحرية تزهق بدون وجه حق ذنبهم أنهم يطالبون بالتغيير، ومحاسبة من استباح الحرمات وحلل القتل وسفك الدماء.
رفع شعار البطولة بتلك الصورة سيزيد من غضب الرياضيين المنضمين إلى الثورة الشعبية السلمية الذين سجلوا موقفا مشرفا لهم ولكل الرياضيين الملتحقين في الساحات والذين خرجوا لتطهير البلد من الفاسدين والمتمصلحين والمتسلقين والمستغلين للفرص، ولن اتهم (العذري) بذلك، ولكن قد نلتمس له العذر بإقدامه على إقامة مثل هذه البطولة التي تحمل اسم علي عبدالله صالح الذي تطالب الملايين في المحافظات بمحاكمته ومحاسبته على النفس التي أزهقت والدماء التي سفكت في التظاهرات السلمية في الشوارع وساحات التغيير والحرية في المحافظات.
العذري قد تكون عليه ضغوط بإقامة البطولة في موعدها، ولكن يفترض به أن يكون لديه وجهة نظر، فيعمل على تغيير مكان البطولة احتراما لمشاعر الأسر المجروحة بفقدان أولادها وأربابها، واحتراما للجرحى الذين أصيبوا وهم يطالبون بالتغيير السلمي.
العذري كان بمقدوره أن يؤجل البطولة تحت مبرر الجانب الأمني غير المستقر في البلد، وهو مبرر سيتقبله القادمون من خارج اليمن، وسيكون مقبول العذر لدى الكل بدون شك، لكن يبدو أن ما يراه لم يحرك فيه ساكن، وكأنه ليس من اليمن، حتى وإن كان مازال متعاطفا مع النظام على الأقل ينظر أن كثير من الرياضيين أحجموا عن البطولات والمشاركات حتى تتحقق أهداف ثورتهم، ويؤخر موعد البطولة حتى تستقر الأمور، وإلا كيف يا "اعرف أمور".
فهل ماتت ضمائر لدى أبطال الشطرنج في اليمن حتى يشاركوا في هذه البطولة التي تحمل اسم صالح والشعب يريد اليوم محاكمته وليس رحيله، هل يعقل أن يشارك أحرار الشطرنج المصنفين دوليا أو المحليين في البطولة وهم يعرفون أن دماء الشباب والنساء والأطفال قد سفكت والمنازل قد دمرت والأحياء قد قصفت.
ورسالتنا للقادمين من خارج اليمن نقول لهم إن كانت عروبتكم ونخوتكم وإنسانيتكم تسمح لكم في أن تشاركوا في بطولة كهذه فأنتم مقرون بما يحدث في اليمن من قتل وسفك للدماء، وإن كانت شهامتكم وكرامتكم ونخوتكم وضمائركم حية فإننا ندعوكم للاعتذار عن المشاركة حتى تثبتوا لشباب الثورة أنكم لا تقرون بقتل النفس أو سفك الدم، فموقفكم هذا سيخلده لكم الثوار، وسيحفظه لكم شباب اليمن، ولن تأسفوا على عدم المشاركة لأن في ذلك نصرة للمظلومين والمقهورين من نظام أوغل في العنف ضد المدنيين وضد الثوار والثائرات والأطفال.
وختاما.. نقول قليل من الحياء يا عذري.. قليل من الشعور بآلام إخوانك وأخواتك في كل بيت، فقدت ابنها ومعيلها وطفلها.. قليل من المسئولية تجاه أبناء شعبك، ولتعلم أن ما أصاب الكثيرون قد يصيبك في يوم ما وحينها ستعرف أنك كنت على خطأ في قرارك بإقامة البطولة، وحينها ستشعر أنك ناصرت الظلم والظالمين.. فهل الحياء سيمنعك من إقامة البطولة؟!!.