يُعرف عن نبيل الفقيه ارتباطه بلعبة كرة الطاولة، إذ رأس اتحادها لفترة من الزمن، لكنه بعد أن صار وزيرا للسياحة قدم استقالته بعد ذلك حين علا صوت المُنتقدين بضرورة التزام الوزراء وأصحاب الحصانة البرلمانية بتطبيق النظام الأساسي للاتحادات والأندية، وهو [المُقر من قبل الحكومة الذي يحول دون شغلهم أي مناصب سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية.
كان الفقيه واضحا من خلال تصرفه ذلك، ثم كان شجاعا بعد ذلك، كغيره كثير من المسئولين على اختلاف مناصبهم ودرجاتهم، حين قدّم استقالته من الحكومة بعد الأحداث الدامية لجمعة الكرامة.
لقائل أن يقول إن الفقيه كان جزءًا من (منظومة فساد) مارستها الحكومة، وكان أحد اللاعبين في فريق القائمين على تنظيم خليجي 20، وهذا صحيح، وهو الحدث الذي كشف عن فساد مهول مُورس (بشكل فاضح)، لكن ملف الفساد من المفترض أن يُفتح حال رحيل الرئيس صالح، والنظام بطبيعة الحال، وفيه سيتعين على الفقيه، مثل غيره، أن يدافع عن نفسه في حال تم توجيه تهم إليه/ إليهم.
الذي يُدهشك حقا أن كثيرين يعرفون أين يقع الصواب؟، وأين يقع الخطأ؟، ومع ذلك يفاجئونك بما هو غير متوقع إطلاقا.. قبل نحو أكثر من عام، وفي جلسة مسائية حضرها عدد من الرياضيين في أحد المطاعم السياحية في (خورمكسر)، فاجأ أنصاف مايو - عضو مجلس النواب عن أكبر حزب معارض- الحاضرين بضرورة الوقوف ضد ما يحدث من (عبث) تقوم به إدارة التلال، وكان مايو مُتحمساً، بل ومُتحفّزاً بطريقة لفتت انتباه الحاضرين، فقلتُ له: "الجمعية العمومية لنادي التلال غير فاعلة ولا حتى موجودة، ومع ذلك هي الوحيدة التي يحق لها التصرف ضد هذا العبث".. رد مايو: "لدينا جمعية عمومية قوية وأستطيع جمعها لتقوم باللازم ضد هذا العبث".
كان (فعل) مايو بالنسبة لي غريبا فعلا، ولقد تحديته - فور انتهائه من إلقاء محاضرته الحماسية تلك - في أنه لن يستطيع أن يفعل ذلك لاستحالته، إلا أن (المفاجأة) كانت مدوية!، فبعد مرور (24) ساعة، كنتُ بمعية عدد من الحاضرين، والفريق الأول لكرة القدم للتلال بطاقميه الفني والإداري، نشاهد - في المطعم ذاته بخور مكسر- الإدارة غير الشرعية للتلال تحتفي في مأدبة عشاء بإضافة عضوين، كنائبين لرئيسها عارف الزوكا!.
تصوروا.. من غرابة ما حدث، أنني جلستُ بجانب أنصاف مايو، بعد أن تلقيتُ مع صديقي العزيز عدنان الكاف، بإصرار شديد في مقهى (السكران الشهير) بكريتر، دعوة الحضور من ياسر حوشب أحد نواب عارف الزوكا، وقلتُ لمايو: "هل صحيح أنه تم إضافتك إلى قوام الإدارة كنائب؟".. قال لي مايو ببرود شديد أثناء تناولنا لطبق سلطة شهي: "ليس صحيحا ما تقوله يا سامي!".. صباح اليوم التالي كانت عدد من وسائل الإعلام تشير إلى حدث إضافة عضوين إلى قائمة الإدارة التلالية غير الشرعية، أحدهما كان: أنصاف مايو!!....(يتبع)