ذكر الحافظ البيهقي أن:
(نبي الله) سليمان بن داود عليهما السلام مر بعصفور يدور حول عصفورة، وكان عليه السلام يعرف لغة الطيور ، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟
- قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه ويقول: تزوّجيني، أسكنك أي غرف دمشق شئت .
وتابع عليه السلام قوله على وعد الخاطب بإسكان تلك المخطوبة في إحدى غرف دمشق
معللاً: لأن غرف دمشق كانت يومها مبنيّة بالصخر، وكان لا يقدر أن يسكنها أحد ثم قال معلّقاً سليمان عليه السلام ولكن كل خاطب كذّاب.
وصدق رسول الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فهذه هي الحقيقة التي يتعمد البعض تجاهلها وخصوصاً النساء يقول لها باشتري لك سيارة واكون لك سواق وهي تعرف انه يستلف أجرة الباص منها وتصدقه ويقول لها سأبني لك فله خمسة دور وهي تعرف أنه ساكن في دكان ومافيش فله خمسة دور ومع ذلك تصدقه، يقول لها با أخليك أميرة ولا تعملي حاجة وكل أكلك من المطعم وهي تعرف أن ألذ وجبه يأكلها يومياً هي السحاوق مع الكدم ومع ذلك تصدقه.
" بيني وبينكم عقول النسوان من فوق الشعر" يا عزيزتي كل خاطب كذاب وإذا علم أنها تشترط مواظبة العريس على الصلاة, كلما تتصل له يقول لها لحظة لما أكمل أصلي حتى في الأوقات المنهي عنها وكلما يزورهم لا ينسى أن يضع المصحف في جيبه كي تراه عينا خطيبته فتسعد وتشعر أنها قد وفقت وهو ممن لا يقرآ القرآن إلا في العشر الأواخر في رمضان ولا أخفيكم أيضاً أن في النساء من يكذب أيام الخطبة على الرجل فتجدها رقيقة وأنيقة ودائماً مسرحة ومثقفة وتقرأ أخبار اليوم وصبورة وحنونة وهي في الحقيقة تشبه" أم الصبيان " صوته مدفع رمضاني وشعره ليف أصلي وما تغير ملابسه إلا كل جمعة وما تعرفش حتى تفك الخط.
تقول الجدة أمة الرحمن:
قال لي زوجي في أول أيام العرس لأنه ما عندناش حاجة اسمها فترة خطوبة, والبنت لا ترى زوجها إلا ليلة العرس قال لها " با أخليك تسوقيي سيارة وافرش لك البيت من سوريا " وهاقد أصبحت جدة ولم نمتلك سيارة إلا قبل أشهر ولم أركبها سوى ثلاث أو أربع مرات, ومضى من العمر أحسنه ولم نؤثث البيت من سوريا لأننا أصلاً لا نمتلك بيتاً حتى اليوم.
الشنطة:
وتقول أخرى: أغراني أقاربه بالشنطة, وقصة هذه الشنطة أن من خطبني مغترب وعندما عاد لخطبتي قالوا انه أتى بشنطة مليئة بكل ما تتمناه أي أنثى, حتى الألماس وتزوجت وأنا احلم بالشنطة ولكن الشنطة كانت عكس ما وصلني من أخبار فلم يكن فيها سوى بعض الكريمات والعطور والأحذية والكثير من الفتيات وعدن بالسماح لهن بإكمال الدراسة فإذا تزوجها منعها حتى من قراءة مجلة الأسرة والكثيرات أيضاًً وعدن بقضاء شهر العسل في مصر وأخرى في لبنان وبعد الزواج لم يذهب بها حتى إلى صبر أو حديقة السبعين.
وآخر يقول لها "راتبك لك" وبعد الزواج يرقد بالبيت ويجلس ينتظر لراتب زوجته متى تستلمه.
حرام عليكم يا جماعة:
ويصر الكثير على أن طول فترة الخطوبة سبب نجاح الزواج واستمراره، لأنهم تعرفوا على بعض وفهموا بعض وحبوا بعض رغم أن أمي وأمك أيها القارئ تزوجوا ومحد شاف الثاني إلا ليلة العرس والحمدلله يحتفلون بعيد زواجهم الخمسين وهم في غاية السعادة، أما اليوم يطلقها وعاده مخطوبة " مدري كيف"؟؟.
وكما تقول أمي إن الخطوبة حق هذه الأيام تشبه شرب القلص المرق قبل الغداء " ترد النفس ومحد يقدر يتغدى سوى"، ولا يدخلون القفص الذهبي ألا والملل يستقبلهم على الباب فلم يعد هناك أمر جديد يتشوقون له.
خطر:
والكارثة أن ما يحدث في الخطوبة وبعد الخطوبة في بعض الأسر يتجاوز التعارف بكثير وكأن الخاطب مع مخطوبته قد أشهد على زواجها أبى هريرة رضي الله عنه فيزورها كل خميس علشان يخزنوا مع بعض " أو يخرجوا الحديقة ويتواصل معها في اليوم خمسه وعشرين ساعة
وتطبخ له ما يحب وتغسل ملابسه أما يوم الخطوبة الله لا يوريكم وكأنه عرس، فالفستان العاري والمكياج والشعر "المكوفر" وكل واحد يشرب الثاني ويلبسوا بعض الدبل ويتصوروا صور يا غارتااااااه واسلامااااااه.
وإخوانها ووالدها حواليها مبسوطين فرحين مسرورين ثم تحدث الكارثة سنه سنتين وبعدها يفسخ الخطوبة ويأتي آخر ويتكرر المسلسل فالمعلوم أن الشرع أباح للخاطب رؤية ما يدعوه إلى نكاحها ويكون هذا النظر بوجود المحرم.
يا عباد الله كانوا زمان يقولوا " ما افترقت الطريق إلا بين الخاطب والطليق" و رؤية المخطوبة إذا كنتم متأكدين انه سيخطب ويريد الزواج "مش كل واحد يجي من الشارع نقله ادخل شوف بنتنا وأتصور معه أعجبك وإلا مشيت".
وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
مواطنه يمنية تكره قلة الحياء
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
كل خاطب كذاب 3363