فعلا كان خبر انضمام أنصاف مايو إلى قوام اللجنة المؤقتة لنادي التلال (مفاجأة) مدوية، ولقد انتظرتُ - كغيري كثير- أن يقوم مايو بتكذيب الخبر، غير أن ذلك لم يحدث ألبتة.
يُعرف عن (مايو) كقيادي في حزب الإصلاح أنه من أبرز الوجوه المعارضة للرئيس صالح ونظامه وما يرتكبانه من أخطاء فادحة أضرت بالوطن وبمواطنيه، وحسب مؤيديه لطالما عُرف عنه اتخاذ مواقف شجاعة في هذا السياق.. لقائل أن يقول: "من حق مايو أن ينضم إلى أية إدارة لأي ناد"، وهذا صحيح، بل وأضيفُ أنا: "من حق مايو أن يغير في موقفه خلال أقل من ساعة وليس خلال 24 ساعة فقط، فهذا شأن يخصه، على الرغم من أن تغييرا ما لم يطرأ على وضع التلال".. لكن ليس من حق هذا القائل أن (يبرر) للخطأ على أساس أنه صواب، فهو هنا يعمل على (استهبال) عقول الناس!.
لننسى الآن ما جاء في (الدحرجة) العدد الفائت، ولنتساءل: "ما هو وضع مايو في إدارة التلال بعد موافقته ليكون عضوا فيها؟" ببساطة أصبح نائبا للرئيس للشئون المالية التي يقودها القيادي في الحزب الحاكم عارف الزوكا بطريقة (غير شرعية) منذ 27/3/2009م!.. أنظروا لم يوافق مايو على العمل ضمن إدارة غير شرعية وحسب، بل وأبتكر منصبا غير موجود في النظام الأساسي للأندية الرياضية (الباب الرابع- مجلس الإدارة- الفصل الأول- مادة 38)، بمعنى آخر: حتى لو كانت الإدارة شرعية (منتخبة)، فليس هناك منصب نائب رئيس للشئون المالية، ولا حتى نائب ثان تحت أية صفة، في حين أن إدارة الزوكا تضم ستة نواب أبرزهم حافظ معياد!.
تلاليون كثيرون غضوا الطرف عن سلوك مايو (غير الشرعي) للعمل في نادي التلال و(الخارق) للنظام الأساسي للأندية، ظنا منهم أنه سيسعى لتصحيح الوضع، لاسيما معرفة أسباب استقالة المسئول المالي فهمي نعاش، وإزالة اللغط بشأن رهن أصول النادي، ومعرفة أسباب الصرف المالي العشوائي طبقا لاعتراف عضو الإدارة عمر بلفقيه المنشور في صحيفة (الملعب)، لكن ظن هؤلاء خاب، حتى أننا لم نشهد قيامه بمطالبة إدارة الزوكا بـ (إعداد الحساب الختامي عن السنة المالية المنتهية وإعداد مشروع الموازنة للسنة المالية المقبلة لعرضها على الجمعية العمومية) الفصل الثاني المادة (40) الفقرة (14) من النظام ذاته، مع أن الجميع يعلم أن هذه الإدارة لم تقم بعرض أي حساب ختامي من أي نوع لجمعيتها العمومية منذ تسلمها مهامها!.
عقب الأحداث الدامية لجمعة الكرامة، فاجأ نبيل الفقيه - كغيره كثيرون- بتقديم استقالته كوزير من الحكومة لأن النظام بأجهزته الأمنية وبلاطجته قتلوا الناس المتظاهرين بلا رحمة في ساحة التغيير، وأراد المتظاهرون لفت أنظار اليمنيين والعالم إلى هؤلاء البلاطجة فرفعوا صور كثير منهم من بينهم عارف الزوكا وحافظ معياد وآخرون، فظن كثيرون أن القيادي في حزب الإصلاح المعارض للرئيس صالح ونظامه وأجهزته الأمنية وبلاطجته، سوف يجدها فرصة ليعلن استقالته من إدارة التلال، لكنه لم يفعل، حتى بعد أن أصبح الزوكا وزيرا للشباب والرياضة ظل مايو صامتا، بل ولم يحرك ساكنا ويقول ولو بصوت خافت: إلى هنا وكفى!.
سامي الكاف
شجاعة الفقيه ومفاجأة مايو 2-2! 2241