قلت في مقال سابق انه لم يتطور في حياتنا نحن العرب سوى التدهور ولم يتقدم سوى التخلف
لكن الكارثة أن يتطور الدين ويصبح له موضة يتبعها، وألوان وأشكال متعددة، فإسلام أمريكي وإسلام تركي، والمصيبة "لا عد يخترعوا لنا إسلام صيني" ومن المعلوم أن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان, وفقه الواقع هو احد فروع الفقه الإسلامي الذي يهتم بذلك ولكن البعض يحاول مجاراة الواقع على حساب هذا الدين ويجعل من الدين قطعة قماش يريد أن يفصلها على مقاسه بالضبط فيحل ما يشاء متى يشاء ويحرم ذات الشيء إذا شاء وتصدر منهم فتاوى يتبرأ منها الإسلام والمسلمون في كل زمان ومكان ويقولون" نحن رجال وهم رجال"..
يا جماعة عيب عليكم الفرق واضح والبون شاسع بينكم وبينهم بل هم رجال وانتم بالنسبة لهم "مجرد عيال" أولئك قوم كان احدهم يصلي الفجر أربعين سنة بوضوء العشاء, وأخر يقرأ ثلث القرآن أو نصفه في ركعة واحدة ومنهم من شرب بوله في رحلة البحث عن حديث واحد كانوا رهبانا بالليل فرساناً بالنهار وانتم يأتي أحدكم ليجلس أمام امرأة كاسية عارية تحاوره ويحاورها عن الحياء والستر والنظرة المحرمة كيف لا ادري؟؟؟ ومنكم من أفتى بجواز التمثيل للنساء وربما الغناء وربنا يستر من فتوى تحل الرقص ومنكم من يصرح انه يستمتع بسماع أغاني أم كلثوم
والله ما بلغتم معشار ما بلغوه ولن تبلغوا
فنان الأناشيد:
كنا قبل سنوات نسمع بعض العلماء يحرم الأغاني ولا يبيح إلا الأناشيد بالدف وكانت الأناشيد قبل سنوات جهادية محضة ولا يصاحبها حتى الدف في اغلب الأحيان ثم تطور الأمر وصاحبها الدف ثم تطور الأمر أكثر وأدخلت عليها الموسيقى ثم أصبح الإنشاد اخاً للغناء بالرضاعة
والمنشد يلبس البنطال الضيق والقميص الأحمر وأزرار القميص مفتوحة ويرقص ويتمايل ويغني "احبك يا وليد العم وروحي فيك تتسمم" ولكن بطريقة إسلامية والقضية ليست في الأغاني والأناشيد، وحلال أم حرام, المشكلة إننا كنا ومازلنا نحارب أن تكون الأغاني والأغنيات هي شغلنا الشاغل وبعد أن قطعنا شوطاً في ذلك عدنا إليها من باب آخر وعلى الطريقة الإسلامية
وتطور التمثيل الإسلامي أيضاً، فبعد أن كان الممثل الملتزم يلتزم بأحكام الدين في هذه المهنة تطور وأصبح يمثل مع النساء ويجلس إلى جوارهن ويؤدي دور الحبيب وربما مس يدها أو جزءاً من يدها لأنها أمه أو أخته في التمثيلية والله المستعان
وتعالوا نلقي نظرة على جلباب المرأة الذي تطور، فقد كان قبل فترة يغطي المرأة من قمة رأسها حتى قدميها، ثم تناقص شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى الخصر ثم قطع رأسه وفتح من الجانبين وفي كل جانب وردة والبقية تأتي طبعاً سيقول البعض هذه الأمور سفاسف والناس صعدوا القمر ونحن نناقش قضية الجلباب والأغاني ولهؤلاء أقول ما قاله احد العلماء لرجل قال له ساخراً:
الناس صعدوا القمر وانتم تدرسون الروض المربع فسأله: وهل صعدت القمر
قال: لا
قال أنت لم تصعد القمر ولم تجلس معنا تقرأ الروض المربع
فتاوى آخر زمن:
والمصيبة والطامة الكبرى انه أصبح لدينا من يدرس الفكر الإسلامي في جامعات بريطانية وفرنسية كيف لا ادري وماذا ستخرج لنا هذه الجامعات وبإمكانكم أن تعرفوا مخرجات هذه الجامعات البريطااسلاميه اذا استمعتم إلى فتاوى يشيب لها رأس الجنين صاحبها المفكر ولا فكر له الإسلامي والإسلام منه براء " جمال البنا " الذي يفتي بجواز شرب السجارة في نهار رمضان وجواز تبادل القبلات بين الشباب
وان الزنا والسرقة أول مرة حلال لأنه من اللمم الذي يتجاوز الله عنه
ولما أنكر عليه المذيع هذه الفتاوى قال " انتو ماشيين في وادي والتطور في وادي،
و لما سأله المذيع لو عندك أخت أو بنت هل ترضى لها ذلك:
قال: أيوه حوافق طبعاً وأيه يعني ده كلام الإسلام
يا الله يا الله " أي إسلام هذا الذي يدعي؟
دعاة على أبواب جهنم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث : زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم
:إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: ((كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دَخَن" قلت: وما دَخَنه؟ قال: "قوم يَسْتَنون بغير سنتي، ويَهْدُون بغير هديِي، تعرف منهم وتنكر" فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:"نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها" فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: "نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) وفي لفظ لمسلم: ((وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جُثمان إنس))
ولقد صدق الله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ* وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِين}
[قال محمد بن سيرين -رحمهُ اللهُ- ومالك وغيرهما: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون... وقال -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر))....
مع تحياتي أنا مواطنة تشكو إلى الله فتاوى آخر زمن
alkabily@hotmail.com