لفت انتباهي في غرفة أختي الصغيرة غلاف شريط كاسيت مكتوب عليه "قامت القيامة"، أخذت الغلاف وكانت المفاجأة أنه ليس محاضرة دينية بل شريط غنائي.. معقولة شريط غنائي يحمل هذا الاسم الذي يزلزل الجبال؟، معقولة وصلنا إلى هذا الحد من الغفلة: القيامة, القارعة,الواقعة.. اسم كانت تصفر لذكره الوجوه وترتعد الفرائص وتدمع العيون.
فعلاً قامت القيامة, وأصبح ذكر القيامة يذكرنا بالحب وأغنية يسمعها العشاق ويطرب لها المتيمون بغيبتك عن عيوني قامت قيامة.
طبعاً سألت عن كلمات هذه الأغنية وقالوا لي هذا المقطع:
وما أعرفه أن من ذاق المنون قد قامت قيامته وليس غياب العيون
وفعلاً قامت القيامة وإليكم بعض أشراطها الصغرى:
نطق الرويبضة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة".
وهذا ما نشاهده كل يوم فكل واحد يطلع على التلفزيون يقلك الشعب يريد والشعب لا يريد "أي شعب"؟, وعن أي شعب تتحدث, ومن وكلك تتحدث باسم الشعب؟ كل واحد يتكلم عن نفسه يا جماعة
وتولى الأمر لكع:
"لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع"؟
ولكع بن لكع هو: اللئيم ابن اللئيم، أو هو: رديء النسب والحسب، وقيل: من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق.
وإذا تأملنا في واقعنا اليوم لن نجد إلا اللكع بن اللكع يتولى مقاليد الأمور في كل مكان، فمن يتحكم في مصير هذه الأمم ذات الحسب والنسب هم مجموعة من أحفاد اللصوص والخارجين عن القانون.
يقول الطغرائي في لاميته:
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
وهاهو الزمن قد امتد بنا بعدك حتى رأينا دولة الأوغاد والسفل يتحكمون في مصائرنا نحن ذو الحسب والنسب والأصل الأصيل من لا أصل لهم ولا نسب، فقد قرأت أن سكان الولايات المتحدة الأميركية الدولة الحاكمة لهذا العالم يرجع أصلهم إلى مجموعة من العناصر الغير مرغوب فيها من اللصوص وقطاع الطرق والمحكوم عليهم بالإعدام والفارين والمنفيين سكنوا أرضها عقب استكشافها وصارت ملجأ لهم، وفعلاً قامت القيامة.
كاسيات عاريات:
ومن علامات الساعة الصغرى ظهور النساء الكاسيات العاريات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
وقد أصبح العري هذه الأيام هو المتعارف عليه وهو الموضة وسمة حضارية يفتخر بها, وقلّما تجد بين النساء من تستر جسدها وإذا فعلت ذلك نُظر لها بعين الازدراء وإذا نظرنا ما يحدث في أعراسنا وحفلاتنا النسائية نعلم علم اليقين أن القيامة فعلاً قامت.
يكثر القتل:
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج؟ يا رسول الله، قال: القتل، القتل).
وقد أصبحنا في زمن فشا فيه القتل وسالت فيه الدماء ويقتل القاتل ولا يدري على ماذا قتل ولا يدري المقتول على ماذا قتل، وأصبحت الدماء أرخص من الماء، فقد يقتلك شخص على مائة ريال, أو غصن قات, أو لمجرد مخالفته في الرأي، فقد يقتلك أعز أصدقائك وهو يمازحك بالسلاح أو قد تقتلك رصاصة طائشة لا تدري من أين أتت.
فساد الخلق:
-ومن أشراط الساعة فساد الخلق: للحديث: (إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً و مسخاً، إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك، فأصمهم وأعمى أبصارهم).
مع تحياتي أنا مسلمة تدعو الله أن يجنبها الغفلة ويجعلها من الذاكرين
alkabily@hotmail.com