يقف التلالي شرف محفوظ في طابور طويل كأحد اللاعبين البارزين في تاريخ الكرة اليمنية، لا يهم أين هو ترتيبه، و(بعد) كم من اللاعبين يقف في الطابور، لكن في جعبته كنجم كرة قدم (جائزة) لم يسبق للاعب يمني أن حصل عليها، وهي جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف على مستوى الوطن العربي بداية التسعينات بوصفه أفضل حدث في تاريخ لاعبي اليمن بغض النظر عن تجربته غير الموفقة أواخر التسعينات في لبنان كمحترف.
كمدرب يمتلك شرف سجلا أقل من العادي بكثير، بل ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بما حققه كلاعب، ففي جعبته بطولة واحدة غير مهمة هي كأس الرئيس، و(هبوط) فريق التلال في الموسم ذاته (في العام 2007م) إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه كأسوأ حدث في تاريخ التلال، فضلا عن إخفاقه في دورة تدريب مهمة جدا في ألمانيا (!).
غاب شرف عن المشهد التلالي كمدرب بعد الهبوط الفاجع، بل وتوارى عن الأنظار تماما، مع أنه كان بإمكانه أن يواصل مهنة التدريب في نادٍ أخر، كما يفعل المدربون الذين يؤمنون بقدراتهم، لكنه لم يفعل مُحيطا نفسه بعلامات استفهام تقلل من قيمته كمدرب مُفترض به خوض التدريب مع أي فريق كان..! بيد أن شرف عاد تاليا إلى المشهد التلالي ليس كمدرب، بل كناقد للإدارة غير الشرعية التي يقودها عارف الزوكا، والطريف في الأمر أن شرف وجّه جام غضبه الناقد إلى الأمين العام عبدالجبار سلام، وحده دون سواء(!). كان شرف يردد (بـزهو بالغ) دون كلل أو ملل، وحيثما حل أو طل، استحالة أن يعمل مع سلام لأنه أساس ما يمر به نادي التلال من أزمات، لكن بعد ذلك - بدون مُقدمات- رأينا شرف يقبل العمل مع سلام ليس كمدرب بل كمساعد مدرب للعراقي سلمان، بل ووافق بشكل غريب مريب أن يحدث ذلك (خلسة) وليس كما هو متعارف عليه عند التعاقد مع المدربين، من خلال إبرام عقد يحفظ للطرفين المتعاقدين حقوقهما ويوضح واجباتهما، غير أن ما حدث تاليا كشف أن القائل باستحالة العمل مع سلام ظل يلهث وراء راتبه بضعة أشهر عند سلام ذاته (!).
لاحظوا غرابة الحدث الذي يستهبل عقول الناس مرة أخرى: ذهب العراقي سلمان إلى حال سبيله يمارس مهنة التدريب، وكذلك فعل شرف، ولكن إلى مقاعد المتفرجين، وليس كمدرب مُفترض به خوض التدريب مع أي فريق كان، ثم عودته من جديد لممارسة نقده السابق تجاه سلام بالطريقة ذاتها مع أن إدارة التلال غير الشرعية لم يتبقَ منها غير بعض وجوه وحسب!.
خلال ما تقدم يتضح أن كل الوجوه والأحداث والمواقف تتغير باستثناء سلام الذي لطالما تعرض لانتقادات لا حصر لها، غير أن (التراجيديا) الذي أتحفنا بها شرف محفوظ لم تنتهِ كما في المسلسلات المكسيكية، إذ يعود أخيرا إلى واجهة المشهد التلالي- السلامي، كمدرب مُتناسياً كل نقد وجّهه إلى عبدالجبار، في حين تكفل الأخير بنشر الخبر إعلاميا مُنتشياً كمنتصر!.